فلسطين أون لاين

​دماء شهداء المجزرة تعانق دماء ضحايا القتل والعنف في كفر قاسم

...
صورة ارشيفية للمجزرة
قلقيلية/ مصطفى صبري:

تحيي بلدة كفر قاسم في المثلث الجنوبي والداخل الفلسطيني عام 48، الذكرى الـ63 للمجزرة الإسرائيلية المروعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في 29 أكتوبر 1956 على مدخلها بحق المزارعين والعمال، والتي أدت لاستشهاد بقتل 49 فلسطيناً بينهم نساء و23 طفلاً.

ويأتي إحياء هذه الذكرى والألم يعتصر قلوب سكان البلدة, نتيجة العنف الداخلي الذي راح ضحيته العديد بسبب انتشار السلاح وعدم قيام شرطة الاحتلال بخطوات كافية لمحاربة هذه الظاهرة.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس، إبراهيم أبو جابر ابن بلدة كفر قاسم قال لـ"فلسطين": "إن مجزرة كفر قاسم هذا العام تعيش تحت وطأة العنف الداخلي كما هو الوسط العربي إذ سقط منذ بداية العام الحالي 75 ضحية نتيجة العنف، وفاق هذا العدد، عدد شهداء المجزرة التي تعتبر أحد الأحداث التاريخية الخاصة بالبلدة".

وأضاف: "انتشار العنف جعل التجوال خلال الليل في أزقة وشوارع البلدة يبدو مخيفاً بسبب فقدان الأمن".

وبيّن أن سكان البلدة يعيشون الذكرى في حالة من الإرباك والفوضى، حيث أصبح الوسط العربي في الداخل بيئة حاضنة للعنف والقتل المتكرر.

مجد صرصور محرر مجلة الشروق المحلية، قال لـ"فلسطين": "إن ذكرى مذبحة كفر قاسم والدم الذي نزف ما زال ينادينا لكي نكون على قدر المسؤولية ونترك الخلافات الداخلية، وأن لا نستخدم السلاح ضد بعضنا بعضا".

وأشار إلى أن الإعلام العبري "يحرض على الوسط العربي من خلال الترويج بأن العرب مجرمون ويخلقون العنف، مع العلم أن السلاح المنتشر في الوسط العربي مصدره إسرائيلي".

المحلل السياسي توفيق محمد، قال لـ"فلسطين": "ذكرى مذبحة كفر قاسم لها طقوس وطنية، وفي هذا العام اختلطت هذه الطقوس بدم سفك بيد فلسطينية، وبمباركة من شرطة الاحتلال".

واعتبر انتشار الجريمة في الوسط العربي "يخدم أهدافا سياسية إسرائيلية من أجل إظهار العرب أنهم لا يملكون مبادئ وقيما مجتمعية للعيش باستقرار وسلام".

ويتفق مع ذلك رئيس لجنة المتابعة العربية في الداخل المحتل محمد بركة، إذ قال لـ"فلسطين": "الجرائم في المجتمع العربي، قضية سياسية وليس خللا اخلاقيا، يجب منع تدفق السلاح للوسط العربي، فالسلاح هو سلاحهم ونحن نعرف أن مصدره منهم".

وبيّن أن المجتمع العربي في الداخل المحتل هو صاحب قضية وطنية، "ولا يمكن أن نتقدم في مسيرتنا الا بوحدتنا، كما اننا شعب يريد ان يعيش، و شعب متمسك بارضه ومتمسك بذكرى شهدائه".

واعتبر أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيسى عمليات الاعدام اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق الشباب الفلسطيني استمرارا لعمليات الذبح المنظمة التي مارستها العصابات الصهيونية خلال احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1948 وأبرزها مذبحة كفر قاسم.

وأكد عيسى في بيان له نشر أمس، على الجريمة المروعة التي نفذها حرس الحدود الإسرائيلي، مشيراً إلى وحشية الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكه لكافة الأعراف والقوانين الدولية.

وقال إن هذه الجريمة "تقع ضمن إطار الجرائم ضد الإنسانية، لأنها انصرفت إلى قتل المدنيين الفلسطينيين على أسس عنصرية مما يستوجب تفعيل قواعد القانون الدولي ذات الشأن بالجرائم ضد الإنسانية وتقديم مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية والوطنية المختصة في هذا المجال".