اصطحبت منتهى عودة أطفالها الأربعة للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي لأهالي أسرى قطاع غزة، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ليراهم والدهم بعد حرمانهم من الزيارة.
ومنذ نحو العامين منعت سلطات الاحتلال عائلة الأسير وائل عودة، المحكوم بالسجن 12 عامًا من زيارته دون إبداء الأسباب.
ولذلك تصطحب عودة كل يوم اثنين أطفالها للمشاركة في الاعتصام أملًا بأن يشاهدهم والدهم عبر الفضائيات التي تنقل معاناتهم، ويطلع عليها الأسرى خلف القضبان.
وتشير عودة لصحيفة "فلسطين" إلى أن أطفالها الستة يسألون بشكل مستمر عن والدهم، وعن أسباب منعهم من الزيارة، "فقررت أن يرافقوني في الاعتصام الأسبوعي ليطمئنوا بأنه قريب منهم ويشعر بهم، وسيعود قريبًا ليحتضنهم".
وتضيف بحزن: "ينظر أطفالي ينظرون طوال الوقت إلى صور والدهم المعلقة على جدران المنزل ويتحدثون معه، ويسألونه عن موعد عودته، وأسباب تأخره وغيابه عن المنزل وأنهم بانتظاره"، لافتًا إلى أنها تخفي دموعها وتحاول التخفيف عنهم قدر المستطاع.
وتشير عودة إلى أن أطفالها في بعض الأوقات وقبل ذهابهم إلى المدرسة يحالفهم الحظ بالرد على اتصال والدهم المعتقل في سجن "ريمون" ليطمئن عيلهم ويستمع لهم قبل أن ينقطع الاتصال الذي تقدر مدته من ثلاث إلى أربع دقائق.
وكانت إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي قد سمحت قبل نحو شهرين بتركيب هواتف عمومية في أقسام أسرى حركة حماس بسجن "ريمون" بعد مماطلته في تنفيذ اتفاق "معركة الكرامة 2" الذي ينص على تركيب أجهزة تلفونات عمومية في السجون، ويستخدمها الأسرى 3 أيام أسبوعيًّا.
أوضاع خطيرة
ويشير نجلها محمد عودة (11 عامًا) وشقيقته ريماس (10 أعوام) إلى أنهما يشتاقان لوالدهما بدرجة كبيرة جدًا، داعين الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية والحقوقية للوقوف إلى جانب الأسرى وإطلاق سراحهم.
وتطالب عودة المؤسسات الدولية والحقوقية كافة بممارسة دورها وحماية الأسرى في سجون الاحتلال، وإنهاء سياسة المنع الأمني والسماح لأهالي الأسرى بالزيارة دون إقصاء أحد.
كما وجهت دعوة للمقاومة والكل الفلسطيني بالوقوف إلى جانب الأسرى والعمل على تحريرهم من خلف القضبان.
واعتقل وائل عودة، عام 2015، ووجهت له 12 تهمة منها الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا.
وأمّ خيمة التضامن مع الأسرى المئات من المواطنين، وأهالي الأسرى وأسرى المحررين وممثلين عن المؤسسة العاملة في قضاياهم ولجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية.
ورفع المشاركون صور الأسرى المضربين عن الطعام، ولافتات تطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع الهيئات والمؤسسات الدولية بالقيام بمسؤولياتها تجاه المعتقلين، وأخرى تحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.
ويقبع قرابة 5000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم 425 معتقل تحت أمر الاعتقال الاداري، دون تهمة أو محاكمة ولمدة غير محددة من الزمان، وفق مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان.