تواصل السلطة في رام الله حرمان مرضى الكبد من أبناء قطاع غزة من تغطية التكلفة المالية اللازمة للعلاج في المستشفيات المصرية، وهو ما يهدد حياة الكثير منهم في ظل عدم توفر العلاجات لهم في المراكز الصحية داخل القطاع المحاصر.
وأكد عدد من مرضى الكبد في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، أن دائرة العلاج بالخارج تقوم بإصدار تحويلات طبية للعلاج في المعهد القومي للكبد في المنوفية بمصر، ومستشفيات أخرى، ولكن لا يوجد تغطية مالية لها.
وقال المواطن "أحمد"، مريض مصاب بتليف كبدي وموجود في العاصمة المصرية: "وصلت إلى المعهد القومي للكبد ومعي تحويلة حصلت عليها من دائرة العلاج بالخارج، ولكن تفاجأت أن المركز رفض إدخالي ومعالجتي".
وأضاف "أحمد" الذي طلب ذكر اسمه الأول فقط خشية من وقف تحويلته نهائياً من قبل السلطة: "بدأت بالذهاب إلى طبيب خاص في القاهرة وهذا كلفني الكثير من المال، إذ دفعت كشفية 1200 جنيه مصري له إضافة إلى الفحوصات التي يطلبها ويصل بعضها إلى 5000 جنيه".
تقاعس وتجاهل
وانتقد ما أسماه تقاعس السفارة المصرية بالقاهرة في عملها تجاه المرضى الفلسطينيين، "إذ حين يتم مراجعتها لا تقوم بالرد على الاستفسارات، أو تقديم أي خدمة للمرضى، أو إعطاء أي تطمينات حول موعد دفع الأموال للمستشفيات المصرية".
وتتخذ السلطة الفلسطينية إجراءات صارمة ضد سكان قطاع غزة، من بينها وقف التحويلات الطبية إلى الخارج، في إطار عقوباتها المتواصلة منذ أكثر من عامين.
وترفض وزارة المالية في حكومة محمد اشتية تحويل أموال المديونية لصالح المعهد القومي للكبد، التي تصل إلى 900 ألف جنيه كديون متراكمة على السلطة لصالح المعهد لم يتم تسديدها، وهو ما يفاقم من حالة مرضى الكبد نتيجة رفض استقبالهم وعلاجهم.
وبحسب التقرير الصحي السنوي لمركز المعلومات الصحية الفلسطيني 2016 /2017، وصل عدد التحويلات إلى المستشفيات المصرية 1.76 ألف حالة وهذا يعادل 1.9% من
إجمالي التحويلات، وقد كانت معظمها لمرضى من سكان قطاع غزة.
وبلغت تكلفتها الإجمالية 2.84 مليون شيقل، في حين بلغ عدد التحويلات إلى المستشفيات في الأردن 50 حالة بنسبة 0.05% من إجمالي التحويلات، وبتكلفة تقدر بـ247 ألف شيقل.
تحويلة بلا فائدة
المريض المصاب بالكبد الوبائي، أحمد عمران، يؤكد أن دائرة العلاج بالخارج أصدرت له تحويلة علاج ولكن في مستشفى فلسطين غير المتخصص في علاج مرضى الكبد، وهو ما يعني أن التحويلة بلا فائدة له.
وقال عمران: "وصلت إلى مستشفى فلسطين في مدينة نصر بالقاهرة، ولكن إدارة المستشفى حولتني إلى مستشفى متخصص بالكبد، دون إعطائي تغطية مالية وهو ما جعلني أدفع من مالي الخاص لإكمالي علاجي".
وأوضح عمران أن الكثير من مرضى الكبد الموجودين في مصر يتعالجون على نفقتهم الخاصة بسبب عدم وجود تغطية مالية للتحويلات التي حصلوا عليها من دائرة العلاج في الخارج بمدينة غزة.
ولفت إلى أن تكلفة علاج مرضى الكبد مرتفعة جداً، وهو ما دفع العديد من المرضى للعودة إلى قطاع غزة بدون علاج، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا على حياتهم، وتأخر شفائهم.
السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح أقر في تصريح سابق، بوجود أزمة لدى مرضى الكبد من سكان قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مشكلتهم ستحل بعد تحويل الأموال اللازمة لهم من رام الله.
ودعا اللوح المرضى الموجودين في العاصمة المصرية الحاصلين على تحويلات طبية، لعدم العودة إلى قطاع غزة والتمهل إلى حين حل مشكلتهم، كما قال.