فلسطين أون لاين

​تنظيم أسواق غزة.. مواطنون يشيدون وباعة يشتكون التمييز

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

تنتشر الأسواق في مناطق متفرقة من مدينة غزة، ويرافقها العديد من وسائل عرض السلع المختلفة من الباعة، وهو ما يخلق تحديًا بين هؤلاء، فيضطر أصحاب المحلات إلى إخراج بضائعهم ووضعها أمام محلاتهم في محاولة لجذب الزبائن مقابل ما يفعله أصحاب البسطات الذين لا يخلو منهم أي سوق في المدينة البالغ تعداد سكانها أزيد من 650 ألف نسمة.

لكن هذا المشهد لا يروق للكثير من المواطنين الذين تزعجهم الزحمة وانسداد مداخل الأسواق وأروقتها بفعل البسطات المتحركة والثابتة، ومحاولة أصحاب المحال التعدي على طريق المارة، ما دفع العديد منهم للاشتكاء إلى بلدية غزة، حسبما أفاد مصدر من البلدية.

تأييد الناس

ولبلدية غزة تواصل مع الكثير من سكان المدينة من خلال صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فتتابع شكاواهم، وتقدم العديد من الإفادات المختلفة لهم، وكذلك تستقبل مقترحاتهم في الشؤون المدنية.

وعلقت صاحبة الحساب "Soso Shaam"على منشور لبلدية غزة على صفحتها، حول شروع دائرة النظام والانضباط بترتيب سوق فراس وسط المدينة، أخيرًا، قائلة: "ممتاز، خطوة رائعة وضرورية بالذات شارع سوق فراس؛ مش بس بده تنظيف، بده تصليح الاسفلت اللي كله مجاري ورائحته لا تطاق، بوركت جهودكم، إلى الأمام، مع التوفيق، وجزيل الشكر لبلدية غزة".

أما صاحب الحساب"Mohammed Aljed" فكتب معلقًا على منشور البلدية: "عقبال سوق الشيخ رضوان يا رب"، في حين أن صاحب الحساب على موقع فيس بوك "Ahmad Saikaly" قال أيضًا: "خطواتكم أجمل من بعضها البعض.. فعلاً بدأ يشعر المواطن بأن له حقا في الشوارع والأسواق، ولكن يجب استمرار المتابعة لكي لا يفقد التنظيم هيبته ويعود التزاحم والمعاناة إن أهملت المتابعة".

في المقابل فإن ما تنفذه البلدية لا يروق للعديد من الباعة من أصحاب المحلات، وكذلك البسطات، فالشاب محمد حبوش، الذي يدير محلاً لبيع ألعاب الأطفال عند مدخل سوق الزاوية، يلقي باللائمة على أصحاب البسطات لإغلاقهم طريق المارة أمام محله، "ولولا ذلك لما عرضت بضائعي خارج المحل حتى يراها المارة ويقبلوا على الشراء".

وأضاف حبوش لـ"فلسطين"، أن البلدية والشرطة جاءتا وطلبتا منا الالتزام بالحد المسموح به لوضع السلع والبضائع، في المقابل مطلوب منهم تنظيم البسطات وعدم السماح لأصحابها بإغلاق الطرق أمام المحلات.

تحقيق المساواة

أما صاحب أحد محلات بيع أدوات التنظيف، الذي نشير إليه بالحرف (م) بعد أن أصر على إخفاء هويته، فقد أبدى استياءً شديدًا وهو يتحدث لـ"فلسطين"، مشيرًا بيده إلى عدد من الأماكن التي لم تشملها عملية التنظيم في سوق الزاوية، واصفًا العملية بأنها انتقائية.

وقال: "إنهم من عائلات كبيرة، لا يقترب منهم أحد"، في إشارة إلى باعة وقفوا أمام بسطاتهم المخصصة لبيع الفواكه والخضراوات.

وتابع: "لا أشعر بالرضا عما فعلته البلدية فالمطلوب تحقيق المساواة بين الجميع، فهناك محلات لم تنظم بعد في السوق نفسه، لماذا؟".

لكن عندما اقترب مراسل صحيفة "فلسطين" من البائعين الذين تحدث عنهم (م) وجدهم ملتزمين بالحد الأبيض المرسوم على الأرض الذي يمنع تجاوزه.

وحملة تنظيم وترتيب أسواق غزة في هذه الأيام تتم بالتعاون بين البلدية والشرطة استجابة لشكاوى المواطنين وضمن سياسة المجلس البلدي لتنظيم وترتيب المدينة، كما تقول البلدية، سعيًا لإزالة التعديات التي تعيق حركة المتسوقين والمارة.

وفق القانون

ورصدت "فلسطين" جولة لمحافظ الشرطة في مدينة غزة العميد جمال الديب، في سوق الزاوية، وهو يتفقد برفقة وفد من شرطة البلديات، أحوال السوق في إطار عملية التنظيم المستمرة بأسواق المدينة.

وقال العميد الديب في تصريح لـ"فلسطين": "نتجول لمتابعة تنظيم الأسواق ضمن الحملة، لاحظنا التزام البائعين بها، وأصبح المجال واسعًا أمام المارة والمشترين والباعة بدون مشاكل".

ونبَّه إلى أن شرطة البلديات ستتعامل مع المخالفين وفق القانون.

حملة تخدم الجميع

من جانبه بين مدير دائرة النظام والانضباط في بلدية غزة نضال الشاويش، أن عملية التنظيم هذه شملت أسواق: الزاوية، وفراس، والشجاعية، وكذلك سوق الخضار في شارع بغداد بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، بهدف تنظيم وترتيب الأسواق وتسهيل مرور الناس والمتسوقين.

وأكد لـ"فلسطين" أن هذا يخدم المشترين والباعة، فالتنظيم يتيح الفرصة أمام مرور الناس والتسوق أيضًا، وذلك استجابة لمطالب مواطنين لم يتركوا وسيلة إلا وتواصلوا من خلالها مع البلدية، وأبلغونا بالعديد من التجاوزات والتعديات على الشوارع "وهو أمر ترفضه البلدية تمامًا".

غاية لا تُدرَك

وخلال جولة "فلسطين" رصدت تعديات جديدة لبعض الباعة من أصحاب البسطات والعربات المتحركة في أسواق بمدينة غزة، ولفت أصحابها إلى أنهم يعودون إلى ما كانوا عليه بعد تحرك عناصر البلدية والشرطة من المكان بساعات أو يوم وربما يومين.

وهذا ما سيجعل عملية تنظيم الأسواق غاية لا تدرك.

يشار إلى أن تردي الأوضاع الاقتصادية بغزة، ألجأ العديد من المواطنين للبيع بواسطة بسطات متحركة في أسواق مختلفة، لكن حملات التنظيم هذه تثير حنق هؤلاء دومًا لعدم قدرتهم على استئجار محلات، وعدم امتلاكهم أي مكان يبيعون فيه ما لديهم من سلع لجؤوا إليها من أجل إعالة أسرهم.