فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​هل تضرب المنطقة حرب كبيرة؟!

تقدم الصحف العبرية في هذا الأسبوع (كوخافي) رئيس أركان الجيش الصهيوني في صورة القائد القلق، الذي يتوقع أمرا كبيرا، ويكاد يتحمل المسئولية وحده. وتتحدث تسريبات عبرية عن زيارة مفاجئة وسريعة لنتنياهو إلى الرياض في أثناء وجود وزير الدفاع الأميركي فيها.

وهنا نقول : ما الذي يقلق كوخافي؟! وماذا جرى في الزيارة الخاطفة إن صحت ؟ هل يشعر كوخافي بالقلق لأن احتمالات الحرب في الخليج أوشكت على الانفجار؟! وهل ستخوض دول الخليج الحرب بالتوافق مع إسرائيل وحدها، ودون أميركا؟! أم إن قلق كوخافي جاء من الانسحاب الأميركي من سوريا، مع التخلي عن الأكراد؟! وهل هذا الانسحاب هو بداية تخلي أميركا عن منطقة الشرق الأوسط، وبدأت النظر إليها على أنها عقارات يمكن الاستثمار فيها دون وجود عسكري؟! وهل القلق تولد عن نجاح أردوغان في إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، وضرب الوجود الإسرائيلي في المنطقة من خلال إخراج الأكراد منها؟! وهل القلق من تقييم كوخافي أن معركة مع حزب الله في الشمال ستفتح معركة مع غزة في الجنوب؟!

أجوبة القلق على ما ورد في الأسئلة كلها تناولتها الصحافة العبرية، كبواعث محتملة ومجتمعة، ولكنها ركزت على العقلية المزاجية للبيت الأبيض، التي تتجه إلى التخلي عن منطقة الشرق الأوسط، والتي ترى أنه لا ضرورة للحرب مع إيران؟!

إن خروج أميركا من المنطقة ، إن صح، فإنه يمثل حدثا كبيرا، وتغيرا مهما في المنطقة له تداعياته بعيدة الأثر على دول المنطقة، وإن حربا محتملة مع إيران في ضوء زيارة نتنياهو إلى الرياض في وجود وزير الدفاع الأميركي، يعد أمرا غير عادي، وخطرا كبيرا له امتداداته في المنطقة، وفي الزمن، ولا يعني قيام حرب في الخليج انتهاءها بعد أيام قليلة، بل ستعمل دول كبرى على استمرارها لفترة طويلة.

المنطقة حبلى بتغيرات قادمة، وأحداث جسيمة، وأخطار كبيرة، والقلق الذي تشير إليه الصحف العبرية هو نوع من التسريبات المخابراتية لمعلومات لتهيئة المنطقة ربما لحدث ما، يستهدف أيضا توريط أميركا وعرقلة خروجها من المنطقة. المنطقة في هذه الأيام تحكي بعضا من القلق والاضطراب الذي كان في أيام الربيع العربي، (العراق ملتهب داخليا، وكذا لبنان على صفيح ساخن، وحرب اليمن الفاشلة متواصلة، وسوريا يوجد فيها قوات روسية وأميركية وإيرانية وتركية، وإدلب على كفّ عفريت، وليبيا تعتصرها الحرب، وتدخلات الخليج وفرنسا، وتونس لما تخرج من عنق الديمقراطية ونتائجها، وإيران محاصرة ولا تكاد الدولة تدفع رواتب الموظفين إلا بعسر ومشقة، وحزب الله قلق في ساحته اللبنانية، وحماس يعتصرها الحصار، وعباس لم تعد له حيلة، وأوراقه احترقت) .

هذه هي البيئة التي تزحف أشباحها، وغيومها السوداء في المنطقة، ولا ندري هل نحن على بوابة حدث كبير، أم أننا على بوابة مخابرات متوغلة في الشر تدفع بالأزمات إلى حافة الهاوية لأغراض تريدها، وغايات عمل لها؟! دعونا نراقب وننتظر؟!