لوحة فنية أسبوعية يبدع منشدو فريق الوفاء للفن الإسلامي في رسمها، وحشد همم وحماس الجماهير في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، فهم يتغنون بفلسطين والأسرى والقدس، ويوصلون رسالةً إلى العالم بحناجرهم مفادها: "الثوابت خط أحمر".
فريق الوفاء الفني المكون من ثلاثة أسرى محررين في صفقة وفاء الأحرار، هم: مصعب الهشلمون، وحمودة صلاح، ورمزي العك، لم يغيبوا ولم يغيّبوا قضية الأسرى يومًا عن ساحات العودة.
الهشلمون يقول لصحيفة "فلسطين": "إن الأسرى المحررين لا تغيب عنهم جمعة واحدة دون المشاركة في مسيرات العودة الكبرى، التي انطلقت في 30 آذار (مارس) 2018م في القطاع، ومحاولة نقل معاناة الأسرى الأبطال داخل سجون الاحتلال، والمشاركة بفقرات فنية لإلهام الجماهير وشحذ هممهم".
ويؤكد أن مشاركتهم نابعة من إيمانهم بأن الفن من أهم ركائز المقاومة، ويحمل رسائل وأهداف ودلالات، يمكن بها إيصال صوت الأسرى والفلسطينيين إلى العالم.
ويبيّن الهشلمون أن الفريق بأناشيدهم في مسيرات العودة أبقوا قضية الأسرى حاضرة، ورفعوا من معنويات ذوي الأسرى وأبنائهم، مشيرًا إلى أن أناشيد الوفاء أثارت انتباه إعلام الاحتلال الإسرائيلي، ويحذفها موقعا (فيس بوك) و(يوتيوب) باستمرار.
ويُرجع الإعجاب الكبير للجمهور بأناشيد الفريق إلى الفكرة التي خرجت من روح الشعب الفلسطيني، وكلماتها وألحانها التراثية الوطنية والعربية، والتزامها بالطابع الإسلامي المقاوم.
من جانبه يؤكد الأسير المحرر المنشد في الفرقة حمودة صلاح أن مشاركتهم جزء من المقاومة الفنية للمحتل، وفن مضاد لما تنتجه ماكينة الاحتلال لتشويه صورة الإنسان الفلسطيني، لاسيما الأسير.
ويضيف لصحيفة "فلسطين": "كان هناك اهتمام كبير على عدة أصعدة، لإنشاء فرقة فنية صوتها من أصحاب المعاناة، لإيصال ما يلقاه الأسرى من انتهاكات وتنكيل".
ويشير صلاح إلى أن مشاركتهم في المسيرات الوطنية واجب عليهم لكونهم فلسطينيين أولًا، وأسرى محررين أصحاب قضية، وفنانين يوصلون صوت فلسطين إلى العالم.
ويبين أن وجود أسرى محررين ينحدرون من الضفة في قطاع غزة جعل أصواتهم وأناشيدهم حلقة وصل وربط بين الضفة والقطاع، فضلًا عن محبة أهل غزة لهم لكونهم أبناء الضفة والقدس وفلسطين المحتلة سنة 1948م أصحاب لهجات مختلفة.
ويتابع: "حاولنا دائمًا أن نبقى قريبين من الناس وتكون الكلمات مبسطة من اللغة اليومية، وأن تتحدث عن صلب المعاناة وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيات المرابطات في المسجد الأقصى، وغيرها من القضايا التي تحرك مشاعر الإنسان، لاسيما مع ملامسة الألحان لها".
ويذكر صلاح أن موقع (يوتيوب) حذف بعض الأناشيد التي تتحدث عن مسيرات العودة والمرابطات في الأقصى والأسرى، ما يدل على أن هذه الأناشيد التي تعزز صمود الفلسطينيين تزعزع الاحتلال إذ تعكس جرائمه على أرض الواقع.