اشتكى دورون بايدس رئيس اتحاد العجول في دولة الاحتلال من وقف الحكومة الفلسطينية استيراد العجول من الكيان الإسرائيلي منذ أشهر عديدة، ويقول بايدس: حاليا عالقة لدينا أعداد كبيرة من العجول يقدر ثمنها بملايين الشواكل، رزق مئات العائلات على حافة الانهيار بسبب إجراءات الحكومة الفلسطينية، وبالأمس أعلنت قناة إسرائيلية أن دولة الاحتلال تدرس منع إدخال منتوجات تتبرع بها دول أجنبية للسلطة، وكذلك تدرس وقف تصدير زيت الزيتون ومحاصيل التمر حتى تتراجع الحكومة عن وقف استيراد العجول منها.
دولة الاحتلال تدافع عن مصالح كل يهودي في الكيان، ونلاحظ أن معركة العجول تشغل في الإعلام مساحة أكبر مما تشغله قضية حصار قطاع غزة، وحتى في الجانب الفلسطيني هناك اهتمام بتلك المعركة وكأنها أصبحت قضية مركزية وصراعا حقيقيا لا نستبعد أن يعلن أحد الطرفين انتصاره فيها. مئات العائلات الفلسطينية في الضفة الغربية تضررت جراء سرقة المستوطنين اليهود محصولَ الزيتون، وتمر تلك الأخبار مرور الكرام لأن الخاسر هو مزارع فلسطيني، وخسائر الفلسطينيين لا عد ولا حدود لها في كل المجالات، ولكن لا ظهر حكومي أو سلطوي لهم يدافع عنهم ويحمي مصالحهم، أما معركة العجول فقد تحدثت عنها وهي لصالح فئات معينة، كما أنها جاءت من خلال قرارات غير مدروسة ولا محسوبة ولم تأتِ في إطار خطة فلسطينية شاملة تخدم مصالح الشعب الفلسطيني.
قبل مدة ليست بالبعيدة انتهت معركة أموال الضرائب التي تقتطعها (إسرائيل) بموافقة السلطة على استلامها رغم رفضها السابق، وهذا يعني أن دولة الاحتلال تمتلك كل وسائل الضغط على الجانب الفلسطيني في الوقت الذي لا نمتلك فيه أدوات جيدة أو أننا لدينا الكثير من الأدوات ولكننا لا نستخدمها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي .
خلاصة القول إن المواطن الفلسطيني لا بد أن يشعر أن لديه من يحميه أو يدافع عنه وعن مصالحه كما يشعر مربو العجول اليهود، لا بد أن يكون لدينا تصور كامل لإدارة الصراع مع المحتل الإسرائيلي، ويشمل ذلك كل مجالات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومنها المجال الاقتصادي، بحيث تكون لدينا الخطة الاقتصادية المحكمة حتى لا نعلن حربا يعقبها استسلام، وإن كانت على مستوى مقاطعة العجول الإسرائيلية.