فلسطين أون لاين

تقدير موقف

حيرة إسرائيلية أمام رئيس متقلب المزاج، مفاجئ في قراراته!

ما زالت الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية منشغلة بالتطورات الميدانية المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، مع زيادة القناعة المتمثلة في التخوف الإسرائيلي من إدارة الولايات المتحدة للأحداث الجارية، كونها ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة عقب الانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا، وتعاظم السيطرة الروسية في المنطقة، مما يجعل المنظومة الأمنية الإسرائيلية تشعر بتراجع قوة الردع.

يتمثل القلق الإسرائيلي بعدم جاهزية الإدارة الأمريكية لمواجهة تطورات سياسية وعسكرية وأمنية كبيرة، قد تترك تأثيراتها على المدى البعيد في المنطقة، سواء باستهداف الهجمات الإيرانية للملاحة البحرية في الخليج، أو إسقاط الطائرة بدون طيار، ومرورا بضرب منشآت النفط السعودية، وليس آخرا الانسحاب الأمريكي من سوريا.

تتزامن المخاوف الإسرائيلية من السلوكيات الأمريكية مع تنامي التواجد الروسي في المنطقة، وبعد أن كان الإسرائيليون يتحدثون بهذه المخاوف بلسان خفي منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة قبل عدة أعوام، فقد ساهمت أحداث الأسابيع الأخيرة في رفع هذا الصوت عاليا داخل أروقة تل أبيب.

ورغم التنسيق الكامل بين جنرالات الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، لكن القرارات السياسية التي يتخذها ترامب قد تضع صعوبات أمام هذا التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، ولذلك فإن الخشية المركزية في (إسرائيل) تتمركز في النقاشات الدائرة بين المستويين السياسي والعسكري من أن هذه الخطوات قد تمس بقوة الردع الأمريكية، مما سيدفع أعداء (إسرائيل) للدخول في مغامرات عسكرية في ضوء هذا التراجع الأمريكي.

من التوصيفات الإسرائيلية الأكثر دقة عن سياسة ترامب في المنطقة، أنه يأخذ الشرق الأوسط و(إسرائيل) إلى رحلة جبلية عبر الدراجات، ولذلك لا يجب عليها أن تكون متفاجئة من سياساته الشرق أوسطية، مما يتطلب نشوء حكومة إسرائيلية موسعة، تنسق جيدا مع المنظومة الأمنية لمواجهة قراراته القادمة.

صحيح أن الولايات المتحدة أهم أصدقاء (إسرائيل)، والأكثر أهمية لها، وتمنحها غطاء سياسيا ودبلوماسيا، ومساعدات اقتصادية وأمنية لا تستغني عنها، ولا أحد يعرض الاستغناء عنها، لكن المطالبة بدأت تتصاعد بإدارة العلاقة معها من جديد، والاستعداد لقرارات وخطوات غير متوقعة قد يقررها الرئيس غير المتوقع هذا.

مع العلم أنه في ساعات الحرب تحتاج (إسرائيل) الولايات المتحدة كثيرا، ليس فقط في الأمم المتحدة، للدعم السياسي والدبلوماسي، وإنما بسبب تقديم سلسلة طويلة من المساعدات العسكرية والأمنية، مثل الجسر الجوي ومخازن الطوارئ والأسطول السادس وخدمات الأقمار الصناعية والدفاع وغيرها.

بل إن الإسرائيليين يتساءلون فيما بينهم، أنه في ظل أننا أمام رئيس متقلب المزاج، متغير الظروف، مفاجئ في قراراته: كيف سيكون رد فعل ترامب، لو أن صفقة القرن الخاصة به لن تكون مقبولة على إسرائيل، كيف سيكون سلوكه تجاهها؟