مستشفى المطلع هو المركز الرئيس الذي يستقبل مرضى السرطان من سكان قطاع غزة. المركز قدم خدمات علاجية كيماوية وإشعاعية لآلاف المرضى المحولين إليه من غزة. المستشفى له أموال متراكمة على السلطة نظير ما يقدم من علاج. السلطة لم تدفع مستحقات المستشفى. المستشفى قرر وقف استقبال الحالات القادمة إليه من غزة؟! مرضى السرطان من سكان غزة لا يتلقون العلاج الآن، ومنذ شهرين، وهم يراجعون مقر التحويلات الخارجية بغزة، والذي تشرف عليه رام الله دون أن يجدوا جوابًا، أو مستشفى بديلًا؟!
مستشفى الرنتيسي للأورام بغزة، والمستشفى الأوروبي، ليس لديهما الدواء اللازم للعلاج؟! بعض الدواء المبدئي كالجنزارة هو المتوافر في مستشفى الرنتيسي، والأدوية التي يقدمها المطلع من الجهات المتبرعة ليست موجودة في الرنتيسي أو الأوروبي؟! لماذا لم تدفع السلطة مستحقات مستشفى المطلع؟! لماذا لم توفر البديل عنه؟! لماذا لا تقدم الدواء لمشافي غزة؟! أسئلة لا يملك مرضى السرطان، أو ذووهم الإجابة عنها، ولكنها تتكرر على ألسنتهم ساعة بعد ساعة، خاصة في أثناء المعاناة التي يعانونها في أثناء مراجعة التحويلات الخارجية.
مريض السرطان يحتاج لعلاج دوري بحسب برتوكول العلاج الذي يقرره الطبيب المختص. غياب المريض عن تلقى العلاج لمرة واحدة بغض النظر عن الأسباب، يفاقم عنده نسبة الأورام، ويدخله في مرحلة أكثر مأساوية، فكيف إذا حرم من العلاج لمدة أشهر؟! بعضهم الدورة العلاجية عنده أسبوعية، وبعضهم كل أسبوعين. مرضى غزة لهم الآن ستة أسابيع بلا علاج؟!
نفقات علاج مرضى السرطان لا تساوي شيئا بالنسبة لنفقات التنسيق الأمني لحماية رجال العدو، فهلا تقوم السلطة بدفع نفقات حماية رجال شعبها من عدوان مرض السرطان؟! أيهما أجدى، وأوجب وطنيًّا، أن نحمي رجال العدو، أم أن نحمي رجال الوطن؟! هل الوطن بات سلعة تباع وتشترى؟! هل الوطن بات عتبة للنفوذ وحسب؟! هل النفوذ بات سوطًا لجلد ظهر المواطن حتى وإن كان مريضًا بالسرطان؟! أنا أدعو مرضى السرطان الذين تضرروا بقرار مستشفى المطلع أن يتظاهروا في ساحة المجلس التشريعي حتى يسمع الشعب ألمهم، ويضغط على المسئولين لحل مشكلتهم.