أطلقت شبكة فلسطين للحوار، أكبر تجمع إلكتروني فلسطيني على شبكة الإنترنت، حملة إلكترونية لمقاطعة الحسابات الصهيونية الناطقة باللغة العربية تحت وسم #قاطعهم، دعت فيها النشطاء والمغردين على شبكات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الحملة.
وأعلن القائمون على الحملة، أنّ من أهداف الحملة التوعية الأمنية، وتزويد أبناء شعبنا بالمعلومات والنصائح اللازمة لمواجهة المخاطر والتهديدات الأمنية المختلفة، وتعزيز ثقافة الشعور بالمسؤولية والحرص تجاه مجتمعنا، وذلك عبر مساعدة رجال الأمن والإبلاغ عن أي شبهات أو مخالفات أمنية.
وأوضحت الحملة، أنّ الإعلام الصهيوني باللغة العربية إعلام موجه يهدف لإيصال عدة رسائل أبرزها، نحن أقوياء وأنتم ضعفاء فلا تفكروا بمقاومتنا، كل العالم معنا وأنتم لا أحد معكم.
وتحاول صفحات الاحتلال الناطقة بالعربية التأثير على الوعي العربي وموقفه من المقاومة ونشر الرواية الصهيونية، فيما يعد "المنسّق" الصهيوني هو أحد أدوات المخابرات الصهيونية، ويعمل على استغلال حاجات الفلسطينيين كمدخل للإسقاط.
الناشط ياسين عز الدين، نشر تغريدة قال فيها: "في الوقت الذي يحارب الاحتلال والسلطة المنابر الإعلامية الوطنية، من العار زيارة المواقع الصهيونية الناطقة بالعربية مثل المنسق وأدرعي وإيدي كوهين وما شابه".
وأضاف: "هذه مواقع ليست إخبارية ولا محايدة ولا موضوعية بل تديرها مخابرات الاحتلال لبث السموم والإشاعات بيننا".
أما إبراهيم أبو النجا، فعلق قائلاً: "الاحتلال يسعى لنشر روايته في العالم ويتعمد تغييب إعلامنا عن كافة المنابر.. واجب علينا مقاومته من خلال مقاطعة إعلامه".
موقع المجد الأمني حذّر مما أسماه بـ"التجنيد المكشوف"، مبيناً أنّها طريقة جديدة تنتهجها المخابرات الصهيونية، بحيث تعرض على المواطنين التواصل معها بشكل مباشر، وذلك بهدف تجنيدهم كمتخابرين، حيث تعلن المخابرات الصهيونية عبر صفحاتها في “فيسبوك”، ليتم الاتصال بالأرقام المعلنة وربط المتصل بضابط المخابرات.
وأوضح الموقع، أنّ ذلك يتم من خلال صفحات مخصصة لهذا الغرض يتم تحديثها بشكل أسبوعي تقريباً، وعادةً ما تستخدم اللغة العربية العامية في المنشورات والصور والفيديوهات التي تدعو للتعاون مع صاحب الصفحة عبر إيميل أو أرقام للاتصال، يتم تمويلها بإعلانات ممولة.
وأضاف: إنّ: "القائمين على تلك الصفحات هم ضباط مختصون في عمليات الاستدراج والتجنيد، ولديهم معلومات حول الأوضاع المادية وحاجات الفئات المستهدفة، ويتم بين الفترة والأخرى إطلاق صفحات جديدة لذات الغرض".
وأشار إلى أنّ البعض يعتقد أنه بالإمكان التذاكي على ضابط المخابرات الصهيوني بهدف الحصول على المساعدة ومن ثم قطع التواصل، دون أن يدرك أن الضابط يستدرجه لإسقاطه في وحل العمالة، محذّراً من التفاعل مع هذه الصفحات الذي من شأنه في أن يساعد على انتشارها وذيوع اسمها.
الخبير في الشؤون الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي، أكّد أنّه "لولا حقائق الواقع المرة، لكان من المستهجن أن ينبري المرء للتحذير من مخاطر التعاطي مع مؤسسة دشنها الكيان الصهيوني لتحسين قدرته على مواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية، مثل مؤسسة "منسق" شؤون الأراضي المحتلة في وزارة الحرب الصهيونية.
وأشار النعامي، إلى أنّ هذه المؤسسة مسؤولة أمام القيادة السياسية والعسكرية للاحتلال عن توظيف "القوة الناعمة" في إحكام السيطرة على الفلسطينيين أرضا وشعبا، من خلال تنفيذ برامج ومخططات يتكامل تأثيرها مع مفاعيل القوة الخشنة التي تستخدمها أذرع الاحتلال الأخرى.
وأوضح أنّ مؤسسة المنسق تعمل على بناء قنوات اتصال مباشر مع الجمهور الفلسطيني من خلف ظهر المؤسسات الفلسطينية الرسمية وحركات المقاومة، عبر استغلال حاجات الناس الناجمة عن واقع الاحتلال والحصار.
وبين أنّ تلك المؤسسة، تنشط في الجهد الأمني والاستخباري المباشر من خلال توظيف الاتصال المباشر بالفلسطينيين الذين يتوجهون بطلبات مساعدة عبر تحويل طلباتهم إلى جهات استخبارية تشترط الاستجابة للطلب بتقديم معلومات أمنية.
وأكّد الخبير في الشأن الإسرائيلي، إنّ "أبسط متطلبات احترام الذات والانتماء الوطني تفرض عدم التعامل مع "المنسق" وصفحته بأي شكل من الأشكال"، ومواجهة حرب الوعي التي يشنها المحتل تتطلب تضافر كل الجهود الوطنية لإفشالها.