قال عميد المعاهد الأزهرية السابق الشيخ عماد حمتو: "كنت شحاذًا برتبة عميد، وأطوف بين المؤسسات والشخصيات الاعتبارية ورجال الأعمال والأغنياء لأمد يدي وعمامتي ليكمل أبناؤنا الدراسة؛ لعدم صرف السلطة في رام الله الموازنة التشغيلية للمعاهد الأزهرية".
وتلقى حمتو، قبل أيام اتصالًا من مكتب رئيس السلطة محمود عباس، ليبلغه قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، بإقالته من عمادة المعاهد الأزهرية بعد ثلاث سنوات من العطاء.
وتساءل حمتو خلال خطبة الجمعة الماضية: "أهكذا يكرم العلماء بعد أعوام من الجد والاجتهاد بإقالتهم عبر الهاتف؟!"، مؤكدًا أن عشرات الأطباء والعلماء والمختصين هاجروا من القطاع بسبب ما يتعرضون له من استغلال في لقمة عيشهم.
مشاريع نفذت
وأضاف عبر مقطع فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي أول من أمس: "يكفيني أن كل طوبة بالأزهر تعرفني، ويكفيني أن 200 حافظ لكتاب الله أشرفت على تحفيظهم القرآن الكريم يدعون لي".
وأشار إلى أنه وخلال الثلاثة أعوام الماضية لم تتلق المعاهد الأزهرية الموازنة التشغيلية من السلطة إلا مرة واحدة تقدر بـ(370) ألف شيقل.
ولعدم توفير الموازنة المخصصة للمعاهد الأزهرية اضطر حمتو، وفق قوله لأن يكون شحاذًا برتبه عميد ويطوف بين المؤسسات والشخصيات الاعتبارية ورجال الأعمال والأغنياء لمد يده وعمامته ليكمل الطلاب الدراسة، مشيرًا إلى أن ذلك كان شرفا له أن يخدم في الأزهر ومؤسسته.
وبين أنه أنفق في السنوات الثلاثة الماضية على المعاهد الأزهرية أكثر من مئتي ألف دولار، جمعت من التبرعات والصدقات وأموال الزكاة وبعض المشاريع لبعض المؤسسات، كبناء مطبعة داخل الأزهر بتبرع من الإغاثة الإسلامية بغزة بقيمة (30) ألف دولار، ومشروع توفير كراسي ومعدات وأثاث قدمتها شركة الاتصالات الفلسطينية بقيمة (30) ألف دولار، إلى جانب إنشاء محطات تحلية في المعهد الأزهري بمدينة خان يونس بقيمة (12) ألف دولار .
وتمكن حمتو، من إعادة تحويل دار الإمام الشافعي إلى مؤسسة يعقد فيها دروس ودورات وندوات قرآنية بعد أن كانت مهملة، بتكلفة (50) ألف دولار جمعت من الناس، إلى جانب ترميم وتأثيث غرف المدرسين بالمعهد بقيمة (50) ألف دولار جمعت من المواطنين، وفق قوله.
رصاصة الرحمة
وأشار حمتو، إلى أنه نجح في الحصول على (60) منحة دراسية لطلاب المعاهد الأزهرية في فلسطين من الأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية منها (20) منحة لدراسة الطب، كما وحصل هذا العام على (60) منحة أيضًا منها (20) منحة في الطب، إلى جانب حصول المعاهد على (25) منحة من ماليزيا لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراة.
وأمضى يقول: "عندما سمعوا علماء من ماليزيا ووزراء العدل، والمفتي العام بماليزيا وهو رئيس اتحاد علماء أسيا، أبلغني أنه سيرسل كتابًا للرئيس لأكون رئيس اتحاد علماء آسيا عن فرع فلسطين والمستشار الشخصي للاتحاد".
وأكمل: "إن ألقى الترحيب في البلاد التي لم تعرفني، وفي بلد أخطب فيه منذ 53 عامًا لم أجد أمامي إلا رصاصة الرحمة"، متسائلًا: "أهكذا يفعل بشيخ الأزهر في فلسطين يقال بمكالمة هاتفية بزعم أني أوظف أبناء الجهاد الإسلامي"، مؤكدًا أنه منذ 2016 حتى اللحظة لم يوظف أحدًا، لاسيما منذ أن أصدر رئيس الوزراء السابق رامي الحمد الله، قرارًا بعدم قبول أي وظيفة بالمحافظة الجنوبية.
ووجه حمتو كلمة للرئيس عباس، قائلا: " لن أموت جوعًا ولن أموت فقيرًا، مشيرًا إلى أنه أصيب بمرض الضغط، كما وأصيبت زوجته بمرض السكري، وعاش أيامًا سوداء من التقارير والافتراءات الكاذبة".