فلسطين أون لاين

يطالبون عباس بإدراجهم ضمن القيود الوظيفية للحركة

500 كادر فتحاوي بغزة يواجهون قسوة الحياة.. و"القيادة" لا حياة لمن تنادي

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

ظروف حياتية صعبة يعيشها نحو 500 عضو من كوادر وقادة الأقاليم وأمناء السر في حركة فتح بقطاع غزة، فمنذ سنوات يؤدي هؤلاء، كما يقولون، واجباتهم تجاه الحركة بالمشاركة في كافة الأنشطة والفعالية دون أية استجابة من قيادتهم في رام الله بصرف رواتب لهم، لكن "لا حياة لمن تنادي".

ويتصاعد الغضب لدى أبناء فتح في غزة من جراء الشعور بالتهميش والتجاهل من قيادة الحركة في رام الله، واستمرار عدم الاستجابة لمطالب التنظيم فضلا عن الإجراءات التي يتم اتخاذها والتي أثرت على شعبية الحركة في غزة وعلى ولاء أبنائها خاصة بعد سياسة الإجراءات العقابية التي لا زالت متواصلة بخصم نسبة 50% من رواتبي موظفي السلطة في غزة نسبة كبيرة منهم من أبناء فتح.

ليست هذه القضية أو المشكلة الوحيدة التي يعاني منها أبناء التنظيم في القطاع، فمن التهميش إلى الإقصاء والفصل لمن يشكّون أنه موال لخصم رئيس السلطة، قائد "التيار الإصلاحي" بالحركة محمد دحلان، لتعيش فتح حالة انقسام ونزاعات داخلية جراء نقل نفوذ ومركز القرار في الحركة إلى الضفة الغربية.

تجاهل مستمر

يقول المتحدث باسم التيار الإصلاحي في حركة فتح عماد محسن: "إن "السلطة الفلسطينية لم تلتفت لأبناء فتح طيلة سنوات الانقسام، فتزاحمت أجيال من الخريجين وأبناء الهيكل التنظيمي الذين لم يلتفت إليهم أحد".

وأضاف محسن لصحيفة "فلسطين"، أن هذه الشكاوى رفعت عن طريق أكثر من مسؤول بفتح بغزة لقيادة السلطة، والحركة على مدار 13 عاما دون أن تلقى أذانًا صاغية، وهو ما دفع ناشطون بالحركة في الفترة الأخيرة للمطالبة بحقوقهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها حقهم في الحصول على وظائف.

ويلفت الانتباه إلى أن تلك المطالب لم يتم الرد عليها من قيادات الحركة برام الله "الذين لا يرغبون غزة ولا التواصل معها"، كما قال.

والواقع الذي يعيشه أبناء فتح في غزة، وفق محسن، مختلف تماما عن الضفة الغربية، مبينا أنأبناء التنظيم هناك بمجرد تخرجهم من الجامعات فإنهم يجدون فرص عمل في القطاع المدني والأجهزة الأمنية، فضلا عن الموازنات المالية لأقاليم الحركة بالضفة.

وقال: "إن هذا بسبب الاصطفافات التي تجري تبعا للولاءات المرتبطة بالمسؤولين المتنفذين في السلطة والتسهيلات الحركية التي لا تقوم على أسس تكافؤ الفرص".

وأضاف محسن، أن ما يتعرض له أبناء التنظيم في غزة من إقصاء وتهميش وظلم، هو أساس للإشكالية التي وقعت بين "التيار الإصلاحي" وعباس، مشيرا إلى أن رفض الأخير الإصلاح في غزة، زاد مساحة الخلاف مع التيار.

ويعتقد محسن أن "الخنق لغزة مقصود وراسخ، وفي أذهان الانفصاليين في القيادة الذين لا يريدون وحدة وطن، وهذا ما يعزز أن الانتخابات ليست في وارد حساباتهم، فلو كانت في حساباتهم لما أقدموا على هذه الإجراءات".

حالة قهر

عضو المجلس الثوري لحركة فتح "المؤتمر السابع" تيسير البرديني يقول: "إن هناك حالة قهر يعيشها أبناء الهيكل التنظيمي لفتح في غزة، بعد سنوات طويلة من عدم النظر لهم، فضلا عن عدم وجود فرص للعمل في القطاع المحاصر، فزادت الأوضاع سوءًا بشكل كبير".

وأضاف البرديني لصحيفة "فلسطين"، أن هناك أكثر من 500 عضو من أعضاء المناطق التنظيمية وأمناء السر وأعضاء الأقاليم، لا يتقاضون رواتب من الحركة، في حين يواصلون العمل ليل نهار من أجل الحركة"، مشددا على أن المطلوب من الحركة الالتفات إلى معاناة هؤلاء الكوادر ولو برواتب بسيطة.

مأساة حقيقية يعيشها أبناء التنظيم، وفق البرديني، نتيجة عدم صرف أي راتب لهم، قائلا: "إن أعمارهم ما بين 25- 50 عاما، يعيلون أسرًا وأبناء. في غياب الراتب لا يمكن أن تستمر حياتهم بشكل طبيعي نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يحيونها".

ويشير إلى أن هؤلاء تحملوا مسؤولية كبيرة في العمل التنظيمي، مبينا أنهم يشاركون بكل الفعاليات والأنشطة الحركية والوطنية ولا زالوا يعملون بلا راتب، وأن على الحركة تحمل المسؤولية كاملة تجاه كل أبنائها.