فلسطين أون لاين

​مساحة حرة

الربيع العربي المتجدد

بين حين وآخر تندلع احتجاجات غاضبة في الدول العربية، تخمد في منطقة وتتصاعد في آخرى، وهذا تفاعل طبيعي جدًّا لشعوب مقهورة ومحاربة في حريتها ولقمة عيشها، وأحيانًا أخرى في كرامتها، ولذلك لا يمكن أن تستقر الأوضاع في الدول العربية ككل أو في إحداهن ما لم تستقر حياة الناس كما هي الحال في باقي دول العالم.

حالة الشعوب العربية يرثى لها ولا يوجد استثناءات، ثروات العرب تنهب وتنتهي في خزائن أمريكا وروسيا وأوروبا، والمتسلطون على الحكم لهم نصيب من تلك الثروة ولكنها في النهاية تنتهي في حسابات مصرفية في الخارج وقد تتم مصادرتها في أية لحظة.

المطلب الشعبي الدارج هو "إسقاط النظام" والتخلص من النخب الداعمة له، وفي الحقيقة هي ليست نخب لأنها فاسدة وداعمة لرأس الفساد وهي التي تحول بين الجماهير والوصول إلى أهدافها. كل مواطن عربي ينظر إلى كل مسؤول بعين الريبة والشك لأنه يعلم أنه يخونه ويمتص دمه بطريقة أو بأخرى، وفي غالبية الأحيان يكون المواطن على حق، ولهذا انعدمت الثقة بين مواطن جائع ومسؤول غارق بالملذات، انعدمت الثقة بين مواطن لا يجد الدواء ومسؤول ذهب إلى أفضل مشافي أمريكا لتلقي العلاج اللازم دون حاجة للتفكير في تكاليف العلاج.

سمعت أكثر من متظاهر في دولة شقيقه يقولون إنهم يريدون التخلص من كل المسؤولين في الدولة، وأنا أعتقد أن هذه وجهة نظر تمثل غالبية الشعوب العربية.

لا يمكن للوطن العربي أن يستقر ما لم تستقر الشعوب، ومن علامات الاستقرار أن يكون الاهتمام العام بنهضتها وتقدمها في كل المجالات، أما الحاجات الأساسية فلا تذكر لأنها مؤمنة، ولو نظرنا إلى الحالة الفلسطينية سنجد أن "الراتب" أصبح قضية أساسية وهذا أمر خطير للغاية، وأنا أؤكد أن وجود الاحتلال الإسرائيلي هو فقط الذي يمنع أو يؤخر الشعب الفلسطيني من القيام بثورة داخلية، علما بأننا لسنا أفضل من غيرنا من حيث الشفافية والنزاهة، ولكن إن زادت الأمور سوءًا فقد يحل الربيع العربي علينا رغم وجود الاحتلال.