انشغلت الأوساط الإسرائيلية بخطة وزارة الخارجية لوقف الدعم التركي للقدس، الذي يثير قلق إسرائيل في وقت تسعى لتهويد المدينة المقدسة، حيث لم يتورع كاتس في الحديث عن اتخاذ جميع الخطوات لاستئصال الأنشطة التركية في القدس، زاعماً أن "أيام الإمبراطورية العثمانية ولَّت، وليس لدى تركيا ما تبحث عنه في القدس، وأن إعلان أردوغان أن القدس ملك لجميع المسلمين مبالغ فيه".
ما قد يثير الغضب الفلسطيني المعلومات التي تتحدث بأن الخطة تأتي بتأييد ودعم سعودي أردني، للحفاظ على تأثيرهما في القدس، ما قد يؤدي لنشوب توتر جديد بين إسرائيل وتركيا.
رغم أن المشاريع التركية في القدس ذات طابع خيري اقتصادي، لأن إسرائيل تمنع أي نشاط سياسي في المدينة، فإن هذه الجهود التركية أزعجت الإسرائيليين والدول العربية المتطلعة لترسيخ نفوذها في القدس، على اعتبار أن أي تزايد في النفوذ التركي في القدس ينتقص من صلاحياتها، ويسحب من وصايتها الدينية على الأماكن المقدسة، مع أن القدس قضية إسلامية عامة، وليست عربية أو فلسطينية فقط.
تعود دوافع الخطة الإسرائيلية إلى أن التأثير التركي بين فلسطينيي القدس يثير قلق مسؤولي الأمن والسياسة في إسرائيل منذ سنوات، بحيث يمكن رؤية الأعلام التركية في العديد من المواقع المقدسية، والمطاعم التي تحمل أسماء إسطنبول، وصور أردوغان، وفي السنوات الأخيرة باتت تركيا الوجهة المفضلة لعشرات آلاف الفلسطينيين من سكان القدس.
تزعم الخطة الإسرائيلية أن العديد من المدارس المقدسية تعلم اللغة التركية، كما توجد مراكز تركية متخصصة، وتتضمن الخطة إلغاء وظائف المعلمين الأتراك الذين يقومون بالتدريس في القدس، ومعاقبة مؤسسات تعليمية مقدسية تتلقى الدعم من الحكومة التركية، لاسيما أن هذه المؤسسات تعاني ضغوطاً إسرائيلية مستمرة لأسرلة التعليم في المدينة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
الحملة الإسرائيلية ضد النفوذ التركي في القدس ليست جديدة، بل تعود لعشر سنوات، لكنها ازدادت في الآونة الأخيرة مع تنامي حالة الاستقطاب الإقليمية في المنطقة، بين تركيا والسعودية والأردن وإسرائيل، ومن الواضح أن الأخيرة منحازة لكل هذه الأطراف إلا تركيا، وقد لا يكون سراً أن الحملة الإسرائيلية مرتبطة بضغوط سعودية أردنية لوضع حد للنفوذ التركي المتزايد في المدينة المقدسة.
تشير المعلومات حول الخطة الإسرائيلية ضد النشاط التركي في القدس لوجود توافق بين دوائر صنع القرار حولها، ما يجعل من هذا النشاط تهديداً لأمنها القومي، وقد تغامر بصبّ مزيد من الزيت على نار التوتر القائم أصلاً بين أنقرة وتل أبيب في عدة ملفات، ليس آخرها عملية نبع السلام التي أعلنت إسرائيل رفضها لها.