فلسطين أون لاين

أمريكا تستجيب لأردوغان، وتطمئن (تل أبيب)!

بومبيو وزير خارجية أمريكا يطمئن (إسرائيل) بقوله: لن نتخلى عنكم. نحن لم نتخلَّ عن الأكراد، وبيننا وبينك قيم مشتركة، ومن حق (إسرائيل) أن تضرب في سوريا، بل هذا من واجبها كدولة قومية! وقال: أنا أصدق أن إيران تعمل على تدمير (إسرائيل)! نحن لن نتخلى عن واجباتنا! كانت أقوال بومبيو رسالة إعلامية لتطمين (إسرائيل)، بعد أن وصفت الصحف العبرية موقف ترامب بالتخلي عن الأكراد، وحذرت من تخلي أمريكا في يوم من الأيام عن (إسرائيل).

الانسحاب الأمريكي من سوريا، وإعطاء ضوء أخضر لأردوغان لإنشاء مساحة آمنة على الحدود التركية، وترك قوات الشعب الكردية تواجه مصيرها وحدها، بعث رسائل قلق كبيرة لـ(تل أبيب) والقدس، وأفاضت الصحف العبرية بانتقاد خطوات ترامب، وبالهجوم على أردوغان ووصفه بالطاغية!

ربما التقت جامعة الدول العربية بقصد أو بغير قصد مع (إسرائيل) في مهاجمة أردوغان، ودعت مجلس الأمن لوضع حد لحرب أردوغان في الشمال السوري. الجامعة العربية أزعجها عمل أردوغان، فدعت لاجتماع طارئ ندد بعمل تركيا، ولم تزعجها تصريحات بومبيو الذي أعطى الإذن العلني (لإسرائيل) لضرب مواقع في سوريا. لماذا لم تجتمع الجامعة على عجل للرد على بومبيو و(إسرائيل)؟!

بالأمس توقف القتال في شمال سوريا، وتقرر أن يسحب الأكراد عناصرهم خارج مساحة ( ٣٠) كيلومترا، وأن يسلموا أسلحتهم الثقيلة بموجب اتفاق بين أمريكا وتركيا. الاتفاق ألقم الجامعة العربية حجرا، وكشف عن غيابها عن الواقعية في السياسة الدولية والإقليمية. نعم، كان الأمر باديا للعيان أن تركيا تحركت في شمال سوريا شرق الفرات بموافقة أمريكية روسية سورية، وهذا ما أكده الاتفاق على وقف القتال والانسحاب السلمي لقوات الشعب الكردية.

أمريكا التي تضمن الاتفاق نيابة عن الأكراد، هي أمريكا التي استجابت لمطالب أردوغان، وهي التي قررت إلغاء العقوبات على تركيا. أمريكا هي التي ترى اليوم في أردوغان حليفا لا يمكن الاستغناء عنه! أين النظام العربي في جامعته العتيدة من هذه اللعبة التي يديرها الكبار، ويقع في شركها الصغار؟ الجامعة العربية تعمل بردّات الفعل، وبتوجيهات نفسية لقادة النظام العربي! الجامعة العربية التي لا تثير اجتماعاتها انتباه المواطن العربي، ولا يكاد يتذكر اثنان متى اجتمعت، ومتى انفضت، وماذا قالت؟! الجامعة للأسف تسقط في فشل، لتغرق في فشل آخر، لأنه لا قواعد حاكمة للجامعة تصونها من تخبطات الشيطان، وفساد الأنفس.