فلسطين أون لاين

هل تنجح (إسرائيل) في إطالة حرب أردوغان؟!

لماذا تنتقد دولة الاحتلال الصهيوني تحرك تركيا العسكري شمال سوريا لإقامة منطقة آمنة من طغيان داعش، و اضطهاد قوات الشعب الكردية، وعدوان قوات النظام؟! هل تقف دولة الاحتلال مع النظام السوري لذا هي تنتقد أعمال تركيا؟! وإن كان الأمر كذلك فلماذا تقصف الطائرات الصهيونية أهدافا مختلفة في سوريا؟ ولماذا تعمل (إسرائيل) على هدم المؤسسات السورية؟!

(إسرائيل) لا تعرف عدلا، ولا تعرف صديقا، ولا تنتقد تركيا حبّا في سوريا، ولا حبا للأكراد، ولكنها تعمل ذلك كراهية في تركيا، وقيادة أردوغان لها ، لأن أردوغان يتحدث عن القدس . القدس عند أردوغان كما قال أخيرا حاضرة معه يوميا كالساعة في معصمه. (إسرائيل) تريد أن تعزل تركيا أردوغان عن محيطها الجغرافي العربي والإسلامي، وتريد أن تعزل تركيا من داخلها عن سياسة أردوغان . تعمل على إطالة حرب تركيا في شمال سوريا، لذا هي تعمل مع دول ممولة على تسليح الأكراد ومدهم بالمعلومات اللازمة. ( إسرائيل) تتمنى أن تصطدم القوات التركية بجيش النظام. لذا يجدر بتركيا الخروج العاجل من حرب مكلفة، محاطة بأعداء من الجهات كافة.

(إسرائيل) ترى في نجاح الدولة التركية في إقامة منطقة آمنة خطرا يهددها، ويضر بمصالحها، لذا هي تعمل على إحباط العملية التركية، بالتحالف مع دول عربية تحمل كراهية تاريخية لتركيا. ولكن كيف تعمل؟! هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

تركيا تدرك أن (إسرائيل) تعمل في المنطقة ضد المصالح التركية، وتعلم أنها تحاول أن تُنشئ تحالفات إقليمية لحصار تركيا. تركيا تعلم أن عداء (إسرائيل) لها هو أشد قسوة من انتقادات ترامب لتركيا. لذا تعمل تركيا ضد الموقف الإسرائيلي، من خلال بيان سياسة العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين، وتقول إن (إسرائيل) هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل أرض الفلسطينيين بقوة السلاح.

كنا نقول قديما إن (إسرائيل) تقف في الموقف المعادي للعرب، ومن يقف معها يكون معاديا للعرب، ولكن نحن اليوم أمام معادلة مختلفة، فالذي يقف مع (إسرائيل) يقف مع العرب، والذي يعادي (إسرائيل) يعادي الخليج العربي، وإن تنسيق المواقف مع (إسرائيل) بات ضرورة عربية يفرضها الواقع القائم! إنه أمر عجيب غريب!

إن أنظمة عربية مع (إسرائيل) تعني عربا ضد تركيا!وعرب مع تركيا تعني عربا ضد (إسرائيل)، وهكذا تجري أمور السياسة في المرحلة الراهنة، التي هي مرحلة علو (إسرائيل)، وفشل العرب، وهي مرحلة تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، ومرحلة كشف الغطاء عن العداء العميق لتركيا.

(إسرائيل) تدفع الأكراد للتمرد والحرب ضد تركيا، ثم تعود فتبيعهم للدول الإقليمية إذا ما تحسنت علاقتها بتلك الدولة. ( إسرائيل) دولة عنصرية مستعلية تعادي كل من يذكرها باحتلال الأرض الفلسطينية، ويطلب منها الانسحاب من القدس، ولست أعلم لماذا يتجاهل قادة العرب هذه البدهية، في حين هي تمثل تاريخهم القومي قبل عصر التطبيع!