فلسطين أون لاين

الفصائل في غزة ووحدة القرار

من أهم الإنجازات للمقاومة الفلسطينية أنها شكلت غرفة عمليات مشتركة لتنسيق أعمالها السلمية وغير السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد ثبت أن تلك الخطوة كانت غاية في الأهمية والفعالية وآتت أكلها في أوقات الهدوء والتصعيد وإن كانت هناك بعض الانتهاكات التي سرعان ما يتم ضبطها أو تداركها. على غرار تلك الخطوة أعتقد أنه لا بد من تشكيل هيكلية مشابهة تختص بالشؤون السياسية للتنسيق بين الفصائل للتعامل مع الأطراف الخارجية، عربية كانت أو أجنبية، وذلك حتى لا يتم اختراق المقاومة من البوابة السياسية.

نحن نلاحظ وجود انسجام عالٍ بين فصائل المقاومة في غزة ولكن لا بد من تطوير تلك العلاقة، بحيث يكون تعامل الخارج مع قطاع غزة أو العكس من خلال كيان واحد وليس من خلال التعامل مع كل فصيل على حدة. الأطراف الخارجية المتربصة بشعبنا وقضيته قد تلجأ إلى تمزيق وحدة فصائل المقاومة بحصر تعاملها مع فصيل دون آخر، لقد لاحظت في فترة ما أن الإعلام في بعض الدول العربية حاول اللعب على هذا الوتر ولكنه لم يحقق الأهداف المطلوبة لضعفه وقلة حيلته، وربما بسبب تجاهله شعبيًّا.

مفاوضات رفع الحصار عن قطاع غزة أو تخفيفه من الجانب المصري، ومفاوضات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، وباقي القضايا المتعلقة بقطاع غزة أمور مصيرية تقررها الفصائل مجتمعة، ولا يجوز أن يستفرد بها فصيل حتى لو كان ذلك الفصيل هو حركة المقاومة الإسلامية حماس، فحماس لا تمثل كل المقاومة وإنما هي جزء منها، وأنا أقصد بالفصائل تلك الحقيقية والفاعلة في قطاع غزة وليست تلك الأسماء التي تظهر فجأة وتختفي فجأة ولا أثر لها على الساحة الفلسطينية سوى وجود مكتب وسيارة وبعض المرافقين.

أنا آثرت هذا الموضوع لأنني أعلم أن الضغوط السياسية على قطاع غزة قد تشتد في المستقبل القريب، وقد تلجأ أطراف خارجية لا تريد الخير لفلسطين إلى ممارسات لا تخطر على البال، ولذلك لا بد من تقوية الصف الداخلي بكل السبل والوسائل المتاحة لمواجهة تلك الضغوط، ولا بد لكل فصيل أن يقدم مصالح الشعب الفلسطيني على مصالحه الحزبية والخاصة وألا ينخدع بما يقدم له من مغريات ووعود كاذبة، فنحن رأينا كيف تخلت أمريكا بكل سهولة عمن كانت تدعمهم وتعدهم وتمنيهم، ثم تركتهم لمواجهة مصائرهم في محيط هائج.