أعربت عائلة المهندس الفلسطيني عبد الله عوض عودة (31عاما) المعتقل في السجون السعودية، عن قلقها إزاء عدم قدرتها على الوصول إلى معلومات ذات مصداقية بخصوص الوضع الصحي والاعتقالي لابنها.
وذكر والده الحاج أبو سمير أن نجله اعتقل في الخامس من أغسطس/ آب الماضي عندما طلب منه مراجعة الجوازات، حيث كان يعتزم السفر لدبي لقضاء إجازته هناك، مشددًا على أن نجله لا يمارس أي أنشطة سياسية أو أي سلوك يشكل خطرًا على المملكة وأمنها.
وأوضح الوالد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن العائلة حاولت طرق أبواب العديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية، إضافة للمؤسسات الرسمية الفلسطينية، ولا سيما السفارة الفلسطينية في الرياض وجميعها لم تتمكن من معرفة مصيره.
وقال: "تواصلنا مع نائب السفير الفلسطيني في العاصمة السعودية الرياض، وأخبرني بأنه سيتابع الملف ويخبرني بأي تطورات أو مستجدات حول وضع ابني"، لافتا إلى أن أحد المحامين طلب مبلغًا ماليًا كبيرًا لقاء فتح ملف فقط دون أن يعدهم بأي شيء.
وناشد والد المعتقل عودة، السلطات السعودية والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للنظر بعين العطف والشفقة إلى أسرة عبد الله الذي يعيل طفلًا وزوجة تعيش خوفًا وقلقًا بالغين على مصيره.
وكانت السلطات السعودية قد شنت حملة اعتقالات واسعة ضد فلسطينيين مقيمين في المملكة، في حين منعت سفر آخرين، وجمدت حساباتهم وأوقفت مؤسساتهم عن العمل.
وذكرت مصادر مقربة من بعض المعتقلين أن السعودية توجه للفلسطينيين تهم التعاطف مع المقاومة الفلسطينية، واهتمامهم بالقدس وغزة، وتأييد حركة حماس، مشيرة إلى أن بعض الاعتقالات طالت مواطنين سعوديين يقيم الفلسطينيون على كفالتهم أو يعملون في مؤسساتهم.
الوقائي يُهدِّد العائلة
وفي السياق ذاته، أجبر جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية المحتلة عائلة المعتقل عودة التي تقطن عزبة سلمان في قلقيلية، على توقيع تعهد بعدم حضور مباراة فلسطين والسعودية التي عقدت أمس على أرض ستاد فيصل الحسيني في مدينة القدس المحتلة، خشية إثارتهم حركة احتجاج هناك.
وبعدما وجدت مناشدة شقيقه حارث لمختلف الجهات للتدخل لمعرفة مصيره طريقًا مسدودًا، أعلن نيته الذهاب للمباراة والاحتجاج أمام الملعب بشكل حضاري، فما كان من الوقائي إلا أنه استدعى العائلة وهددها بالاعتداء عليها والاعتقال في حال وصلوا الملعب.
كما أجبره الوقائي على حذف تدويناته على فيسبوك التي أعلن فيها نيته الاحتجاج أمام ستاد الحسيني حيث تقام المباراة.
وكان حارث قد كتب في تدوينته المحذوفة: "نحترم الشعب السعودي ونقدر وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية، لكن كرامة الإنسان فوق كل اعتبار، وكفلسطينيين عاملنا الفريق السعودي الذي حل ضيفا علينا معاملة طيبة، واستقبلهم الشعب الفلسطيني استقبالا يليق بالشعب السعودي العريق الذي لطالما دافع عن قضيتنا".
وأضاف: "ننبه إلى أننا عائلة فلسطينية معرضة للظلم من الدولة السعودية باعتقال أخينا منذ أكثر من شهرين دون محاكمة أو تقديمه للعدالة، أو أي توضيح حول اعتقاله".
ولفت إلى أنه يريد الاحتجاج للتعبير عن "حزنه الشديد عما يجري من مهزلة واختراق لكل القوانين والأعراف الدولية".
وأكمل قائلا: "بستناش (لن أنتظر) أخي ليموت في سجونهم من التعذيب، من يريد أن يأتي معي من أصحابي ومن عندهم نخوة نتشرف بهم".
كما كتب شقيقه براء على صفحته على فيسبوك: "أخي المهندس عبد الله أتمنى من الله أن تكون بخير وبصحة وعافية، أريد أن أخبرك أننا ناشدنا الرئاسة وناشدنا الحكومة، وناشدنا الوزارات والسفارات من أجل أن نعرف أخبارك ونطمئن فقط على صحتك ونطمئن قلوب والديك وزوجتك وابنك وإخوانك الذين انفطرت قلوبهم على غيابك المجحف الظالم".
وأضاف: "لكنهم لم يكترثوا لأن حياتك وحياة من معك أبخس من أن يلتفتوا إليها، فبأي حق يعتقل إنسان مغترب يبحث عن لقمة العيش دون أي ذنب أو تهمة أو محاكمة؟".