فلسطين أون لاين

شرعية الانتخابات في غزة

مساحة حرة

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ينبغي إعادة الوحدة الفلسطينية، لأن التحدث من مواقف مختلفة يضعف الموقف الفلسطيني العام. نحن نقول إن الوحدة الفلسطينية شيء يختلف تمامًا عن وحدة المواقف، فلولا اختلاف المواقف لما تعددت الفصائل والأحزاب، ليس في فلسطين وحدها بل وفي أي مجتمع أو دولة طبيعية في العالم، أما الوحدة الفلسطينية فهي التي نسعى إليها ولا تكون إلا حول القواسم السياسية المشتركة، فما دون السياسة لا يوجد هناك اختلافات جوهرية بين الفصائل.

المفروض أن تكون الدعوة إلى الانتخابات مقدمة إلى حل العقد وإزالة العقبات ولكننا نرى حتى اللحظة أنها تغذي الانقسام وتساهم في إطالة أمده، حيث الرئاسة تريدها انتخابات تشريعية ورئاسية منفصلة وحماس تريدها متزامنة حسب الاتفاقات السابقة التي وقعت عليها كل الفصائل الفلسطينية، وقد تحدثت في مقال سابق عن المفاجآت التي قد تحدث إذا فازت حماس وخسرت فتح في الانتخابات التشريعية وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية، وأقلها تأجيل الانتخابات الرئاسية وتعطيل عمل المجلس التشريعي الجديد أو حتى حله كما حصل مع المجلس الحالي وخاصة لعدم وجود ضمانات تمنع ذلك.

النقطة التي لم أتحدث عنها في المقال السابق هي إجهاض الانتخابات المحلية في غزة عام 2016 بقرار من محكمة العدل العليا في رام الله والتي قضت باستمرار الانتخابات في الضفة دون غزة لعدم "شرعية" القضاء في غزة.

إذا أرادت السلطة تغيير واقع القضاء في قطاع غزة حتى تكون مختلفة عن ذي قبل فلا بد من اجتماعات بين فتح وحماس للاتفاق على ذلك، وإلا فلن يكون هناك أي قيمة لزيارة لجنة الانتخابات لغزة والتوافق مع الفصائل الفلسطينية، فهذه النقطة بالذات عطلت انتخابات في السابق ولا يعقل تناسي الموضوع إذا أردنا إجراء انتخابات لا جدال حول نتائجها أو ما يسمى "شرعيتها".

قيل إن لجنة الانتخابات اجتمعت مع الفصائل في رام الله واتفقت على أمور كثيرة وأشاد البعض بنتائج الاجتماع، ولكننا لم نعرف مع من اجتمعت اللجنة وما الذي تمخض عنه، فإذا كانت الأمور ستسير بهذا الشكل فهذا يعني أن نهاية المشوار معروفة سلفًا وهو الفشل.

وبالعودة إلى دعوة بوتين ووحدة موقف الفصائل الفلسطينية فإنني أقول له لا تتعب نفسك، فلن تجد إجماعا من الشعب الفلسطيني على "حل الدولتين"، ولا على التطبيع الرياضي وغير الرياضي، ولن يجمع شعبنا الفلسطيني على التنازل عن شبر واحد من فلسطين.