فلسطين أون لاين

متى اعترفت المقاومة بالمحتل؟

الذين يأكلون الربا يقولون إنه مثل البيع، فكلاهما تجارة وتحقيق أرباح، ولو صدقوا لما أحل الله البيع وحرم الربا. يمكنك أن تذبح كبشا وتأكله بالحلال إذا ذكر اسم الله عليه، ولكنه يصبح حراما إذا ذكر اسم الشيطان، وهنا نجد أن الفرق بين الحلال والحرام قد يكون في النية أو الالتزام بأمر الله، ولكن مشكلة من يستخفون بذلك لا يعلمون أن مصيرنا في الآخرة مرهون بنوايانا وبقدر التزامنا ما أمر الله عز وجل، لذلك نؤكد أن دولة فلسطينية على حدود 67 دون اعتراف بشرعية المحتل لا تشبه أبدا ذات الدولة مع اعتراف بشرعية المحتل على باقي الأراضي الفلسطينية باعتبارها أرضهم ومن حقهم البقاء فيها إلى الأبد.

قرأت مقالًا للدكتور إبراهيم أبراش يقارن فيه بين منظمة التحرير وحماس فيه كم هائل من التضليل، حتى أنه وصف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة بحروب حماس وإسرائيل، وادعى أن جرائم إسرائيل ما هي إلا عمليات انتقامية ردا على ما قامت به المقاومة، وهذه مسألة كررها الدكتور إبراهيم الكثير من المرات وكأنه تعهد على تبرئة المحتل الإسرائيلي من جرائمه، وهنا نتمنى عليه أن يتوقف عن انحيازه للاحتلال الإسرائيلي، ولا بد أن يبين للناس الحقيقة التي يعلمها الجميع بأن إسرائيل هي التي تبدأ العدوان، كما أنه من حق الشعب الواقع تحت الاحتلال أن يدافع عن نفسه حتى لو لميبادر المحتل بجرائم إضافية كما يحدث في غزة.

لا أريد أن أقتبس مما كتبه أبراش فهو يسترسل ويكرر إلى درجة الملل حتى يثبت أباطيله، ولذلك اختصر بذكر فرية أخرى أراد أبراش تسويقها للناس والتأكيد عليها، وهو أن حركة حماس أحلت ما كانت تحرمه سابقا مثل الانتخابات والاعتراف بشرعية الاحتلال والتعايش معه.

أما بالنسبة للانتخابات فحماس لم ولا تحرمها، ولكن بعض المحسوبين على حماس قال: إن دخول أول انتخابات تشريعية "حرام شرعًا"، لأن المطلوب من المجلس التصديق على الاتفاقات التي وقعتها المنظمة مع دولة الاحتلال، ولكن حقيقة الأمر أن حماس اتخذت قرارا سياسيا بعدم خوض أول انتخابات للسبب ذاته، أما باقي الانتخابات فهي جائزة وقد رأينا كيف أن دخول حماس تسبب في تعطيل المجلس التشريعي لأن حماس لا تعترف بدولة الاحتلال ولا باتفاقية أوسلو ولم تبدل أو تغير من مبادئها، ولو بدلت أو غيرت لاستمر وجودها في المجلس التشريعي ولوجدناها الآن تتسول المواقف من الأمم المتحدة، ولرأينا الزهار مع عريقات وهما يتناوبان على طرق باب محكمة الجنايات الدولية.

نختم بأكبر كذبه وردت في مقال الأبراش وهو قوله: "قبلت حماس بدويلة في غزة أما فلسطين والقدس فلهما رب يحميهما"، وهذه كذبة يخجل صبية الفيس بوك من تسويقها فكيف يقبلها أبراش لنفسه؟ ولكن إذا ذكرها من باب "خفة الدم" والدعابة فأنصحه بألا يكررها لأن مثل هذه "الدعابات" تجعل منه مهرجًا لا أكثر.