فلسطين أون لاين

​بمشاركة أبنائها الخمسة وتعلم ذاتي

رغدة قزعاط تُحول "الخيش والخرز الملون" إلى "أنتيكات منزلية"

...
جميع الأعمال الفنية التي تنفذها تعتمد على مادة الخيش
غزة/ صفاء عاشور:

منزل متواضع تتخذه رغدة قزعاط مكانًا لإنتاج أعمال إبداعية يشاركها فيها أبناؤها الخمسة، إذ تتوزع المهام عليهم بدءًا من الأصغر مرورًا بالفتاة الوحيدة بينهم وصولًا إلى الإخوة الجامعيين الثلاثة.

كل منهم يعرف دوره والمهمة الموكلة له، حتى يصلوا في النهاية إلى إنجاز أعمال تنال إعجاب كل من يراها، وتكون في الوقت ذاته ذكرى لمن يحصل عليها، تكريمًا، أو هدية من شخص عزيز.

قزعاط الموظفة في مديرية التربية والتعليم في مدينة غزة توضح في دردشة مع صحيفة "فلسطين" أنها تنجز أعمالًا يدوية من مادة رئيسة هي الخيش، وبعض الخرز الملون، لافتةً إلى أنها تعمل في هذا الأمر منذ ما يقرب من 20 عامًا.

وخلال تلك المدة الطويلة كانت أعمالها حبيسة منزلها فقط، إلى أن قررت إخراج هذا الإبداع إلى المجتمع والمحيطين بها، وهو ما كان يجب أن يكون وفق خطة عملية تضمن نجاحها بعد ذلك.

وتبين قزعاط أنها بدأت عرض أعمالها على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وتطبيق (واتس آب)، و(إنستغرام)، إذ تُعلن وتُسوق أعمالها وبضائعها على هذه المنصات، مؤكدة أن هذه الوسائل تتيح فرصة واسعة للانتشار.

تعلم ذاتي

وتذكر السيدة أن جميع الأعمال الفنية التي تنفذها تعتمد على مادة الخيش التي من السهل استخدامها وتشكيلها حسب المطلوب، مشيرةً إلى أن خبرتها هذه اكتسبتها بالتعلم من طريق الإنترنت فقط، دون الحاجة لأخذ دورات أو دروس بخصوصها.

ومادة الخيش متوافرة في قطاع غزة، وفق قول قزعاط، لكنها تضطر أحيانًا إلى انتظار إدخال مستورديها كميات إضافية منها، لاستكمال عدد من الأعمال المطلوبة.

"أنجز الكثير من الأعمال اليدوية من مادة الخيش، مثل: غطاء لإبريق المياه، وشراشف الطاولات، والصواني، وشمعدانات، ومرايا، ومضايف الشوكولاتة والمعمول والتمر، والسكريات، والمزهريات بأنواعها، وقرطاسية المدارس، وهدايا، وتذكارات، ودروع التكريم، والحقائب، وكل ما يلزم البيت" تواصل حديثها.

وتشير قزعاط إلى أنها كانت تنجز الأعمال اليدوية بمفردها، ولكن مع زيادة الطلبات بدأت تشرك أبناءها في العمل، وكل شخص يحصل على عائد مادي من وراء عمله، مبنيةً أنها توزع المهام على أبنائها كل حسب قدرته وسنه.

ويفخر أبناؤها بعملهم في هذا المجال، خاصة بعد كلمات الإعجاب والتقدير التي يحصلون عليها على أعمالهم؛ كما تقول.

وباتت قزعاط تعتمد على مشاركة أبنائها لها، إذ إنها لا تستطيع الموافقة على أي طلبية أو عمل كبير دون الموافقة الجماعية؛ لأن نقصان أي فرد يعني عدم القدرة على إنجاز الطلبية.

وتعمل حاليًّا في تسويق منتجاتها على أعلى مستوى، وتطمح أن يحقق ذلك لأبنائها مصدر دخل إضافيًّا يعينهم على حياتهم، وتسعى إلى زيادة الأعمال اليدوية بأشكال فنية جديدة تلبي أذواق المستهلك المحلي.