فلسطين أون لاين

المستجير من الرمضاء بالنار ؟!

أبعاد

يبدو أن سلطة عباس قد يئست من حالها التي آلت إليها. وقد يئست من تعويض أموال المقاصة التي تحتجزها (إسرائيل). قادة البلاد العربية لم يقدموا شيئا لإنقاذ عباس. الجامعة العربية لم تتمكن من تفعيل صندوق دعم السلطة. عباس فقد المال الأميركي، وفقد الموقف الأميركي التقليدي. ومن يفقد المال يفقد القرار.

الخليج العربي يقترب من أميركا أمنيا واقتصاديا، واميركا تبتعد عن السلطة، وتجرّ معها دول الخليج. لا يمكن وصف العلاقة بين السلطة ودول الخليج بالعلاقات الحميمية، فالخليج لم يعد يستقبل عباس كما كان يستقبل عرفات ؟! هل من تبتعد عنه أميركا تبتعد عنه دول الخليج؟! ربما. هل من تبتعد عنه أميركا تكون ( إسرائيل ) قد ابتعدت عنه ؟! هل مركز العلاقات الحيوية في تل أبيب ، أم في واشنطن ؟!

عباس يعاني من حالة يأس متزايدة تبلغ حدّ الاكتئاب، والتردد في القرار. يأسه ليس من أميركا فحسب بعد أن قطعت مساعداتها، بل يأسه منها ومن دول الخليج، ومن مصر. عباس فشل في تقدير الموقف حين امتنع عن أموال المقاصة. (واسرائيل) لم تتضرر ، ولم تغير قرارها. عباس رغم أنفه قرر العودة إلى أحضان تل أبيب. حسين الشيخ المقرب من القيادات الصهيونية يقوم بتفعيل إجراءات هذه العودة. أول طريق العودة الحصول على أموال البترول، ثم على دفعة من أموال المقاصة، بآلية تظهر السلطة وكأنها منتصرة؟! يجب طمس مؤشرات التراجع والهزيمة، المرتبطة بأموال المقاصة.

لاحظ، دعت فتح لوقف التنسيق الأمني، ودعت لوقف العمل بالاتفاقيات المبرمة، ودعت لفتح اتفاقية باريس، وعباس قرر عدم استلام أموال المقاصة ناقصة؟! كل هذه الأعمال البطولية، ذات اللون الوطني انتهت بآلية عكسية تماما. لا وقف للتنسيق الأمني، وكان آخره تقديم معلومات أدت للقبض على خلية دوليب؟! لا لوقف العمل بالاتفاقيات؟! نعم لأموال المقاصة ناقصة أو تامة؟! نعم لتفعيل اللجان المتعددة؟!

جميع الفصائل حذرت السلطة من العودة إلى أحضان تل أبيب والمفاوضات، ولكن السلطة لا تعنيها الفصائل البتة، فالفصائل ليست مالا، ولا قرارا، والعودة هي المال، وهي القرار. ويمكن تلهية الشعب بلعبة الانتخابات التي لن تأتي لأن عباس لا يؤمن بها، ولن يجريها في جميع المواقع متزامنة. عباس يريد أن يخرج من اليأس قبل أن يفقد القدرة على التحكم بالقرار؟! ومثله في هذه العودة مثل المستجير من الرمضاء بالنار؟!