مع ظهور نتائج الانتخابات الإسرائيلية، التي أظهرت تفوق الجنرالات وتراجع الليكود، يمكن قراءة المواقف الفلسطينية والعربية والإقليمية منها، ففي حين أن حماس لا تبدي تحمساً لفوز حزب أزرق-أبيض، فإن السلطة الفلسطينية رحبت بهزيمة نتنياهو، وتسعى لإنجاح الجنرالات بتشكيل الحكومة.
على الصعيد العربي والإقليمي نجد أن مصر برئاسة السيسي والسعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، أظهرت استياءها من هزيمة نتنياهو لأنه يوفر لهما المظلة السياسية في البيت الأبيض، أما إيران فتبدو أكثر المرحبين بهزيمة نتنياهو الذي يضع مهمة مهاجمتها على رأس أولوياته.
الحلقات الثلاث التالية تناقش المواقف الفلسطينية والإقليمية والعربية من الانتخابات الإسرائيلية، مكاسبهم وخسائرهم من النتائج، وكيف ستكون السياسة الإسرائيلية تجاه هذه الجهات في الفترة المقبلة.
لقد بدا الفلسطينيون متأثرون بنتائج الانتخابات الإسرائيلية أكثر من غيرهم، وراقبوا مجريات فرز الأصوات، ساعة بساعة، وصندوقاً بعد صندوق، لأكثر من سبب: فهم يعتقدون أن ما ستسفر عنه النتائج سيلقي بظلاله السلبية في غالب الأحوال على واقعهم الكارثي أصلاً، وتجلّى ذلك في تسيُّد الملف الفلسطيني على البرامج الانتخابية الإسرائيلية، ربما بدرجة لا تقل عن ذات الحجم الذي حظيت به الملفات الإسرائيلية الداخلية.
حضر الملف الفلسطيني بقوة في البرامج الانتخابية الإسرائيلية التي أتلفها الإسرائيليون بعد انتهاء يوم التصويت، وبات أكثر حضورا في اليوم الذي سيبدأ فيه رئيس الحكومة الإسرائيلي المكلف مشاوراتهما مع الكتل البرلمانية الفائزة في الكنيست، وستقدم هذه الكتل اليمينية، واليمينية جداً، مطالبها واشتراطاتها في الملف الفلسطيني، التي تتوافق مع أطروحاتها الأيديولوجية.
دللت المسارعة بخروج ردود الفعل الفلسطينية الرسمية على نتائج الانتخابات الإسرائيلية فور صدورها، بصورة واضحة على حجم الاهتمام الفلسطيني الرسمي بهذه العملية الانتخابية التي لم يمارسها الفلسطينيون إلا مرة واحدة منذ 13 عاماً، وانقسمت المواقف الفلسطينية من نتائج هذه الانتخابات، ومستقبل السياسة الإسرائيلية القادمة تجاههم بعد أداء وزرائها القسم أمام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في الأسابيع القادمة.
السلطة الفلسطينية، حيث لا يُخفي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترحيبه بنتائج الانتخابات الإسرائيلية، دفع بقوة بطريقة غير مباشرة لهزيمة نتنياهو، عدوه اللدود، وأعلن في عدة تصريحات ضمنية أن الإسرائيليين يجب أن يصوتوا لخيار السلام، واستئناف المفاوضات.
وشهدت الأسابيع الأخيرة التي تزامنت مع بلوغ الدعاية الانتخابية الإسرائيلية ذروتها، أن استضاف مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله سلسلة لقاءات واجتماعات وزيارات لوفود إسرائيلية من دعاة السلام والتعايش والتطبيع مع الفلسطينيين والعرب، وخلالها أطلق عباس والمحيطون به جملة تصريحات وبيانات صحفية كلها تذهب في اتجاه أن ينتخب الإسرائيليون أي مرشح، إلا نتنياهو، هكذا بالبنط العريض، أي مرشح إلا نتنياهو!