محمود عباس يخاطب قادة العالم في الأمم المتحدة ويخبرهم أنه سيجري انتخابات فور عودته من الأمم المتحدة. السؤال لماذا يخاطبهم في هذا الأمر الذي هو شأن داخلي فلسطيني، وليس قضية من القضايا التي لها أولوية عادة؟! الجواب يكمن في الإحساس الداخلي النفسي عند عباس. عباس يشعر أن شرعيته في منصبه ليست على ما يرام؟! هو في حالة عدم توازن، يخشى من تصريحات حمساوية تنزع الشرعية عنه؟! ولكن حماس لم تتعرض للموضوع من قريب ولا بعيد. حالة عدم التوازن، والخوف، تقف وراء مزاعم عباس في إجراء انتخابات قريبًا. وهي انتخابات لن تحصل البتة في عهد محمود عباس، سواء وافقت حماس، أو رفضت.
عباس ليس لديه قناعة في الانتخابات. وهو لا يثق بقدرات الشعب على إجراء انتخابات حقيقية، وفتح لا تثق في جمهور الناخبين، لذا سيخرجون من دعوة الانتخابات بمقولة رفض حماس لها، أو عرقلتها لإجرائها. الحجة جاهزة، حماس أعلنت مواقفتها على الانتخابات ، بمواقعها المعروفة للشعب، وهي: رئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني، بحيث تجرى معا من خلال اتفاق فصائلي. وهذا ما يرفضه عباس، لأنه يريدها تشريعية دون توافق فصائلي، ولا يريد شروطا فصائلية عليه، لذا لا أحد من شعبنا يتوقع هذه الانتخابات المزعومة.
أما تصريحات اشتية عن البدء بإجراءات عمل، فهو لون من ألوان إكمال المسرحية، واشتية معتاد على هذه المسرحيات، لذا المسرحية لن تكتمل . حين عرضت الفصائل خطتها للمصالحة، قبلتها حماس بدون ملاحظات، ورفضتها فتحبلغة اتهام للفصائل على لسان حسين الشيخ، الذي يترجم موقف جهات غير فلسطينية، حين اتهمهم بالمناورة .
الانتخابات حاجة شعبية فلسطينية، ومطالبة الفصائل بالانتخابات في مكانها، وعباس وفتح هما معوقان لها، لأنهم هم المستفيدون الوحيدون، والشعب ليس على بالهما؟! لديهم لجنة تنفيذية، ومركزي، وثوري، ووطني، وهذا يكفي؟!