فلسطين أون لاين

​تسمم الحمل

...
صورة تعبيرية
بقلم / د. عوني عطا الله

معناه: ليس هو بالسم كما المعنى المألوف لدى الجميع؛ وقد يكون هناك سم حقيقي لكنه لم يكتشف حتى الآن؛ لكن يطلق هذا الاسم مجازياً لما يحدثه من مضاعفات الحمل؛ فلا تقلقي أيتها السيدة الحامل من هذه التسمية.

أسبابه:

إذا رجعنا إلى الأسباب التي تؤدي إلى هذه المضاعفات فلن تصلي إلى سبب مباشر لكن توصل العلماء إلى أن هناك آراء نظرية يمكن بها تفسير حدوث هذه المضاعفات أو التسمم وهي افتراض نقص وصول الدم إلى الرحم سواء أكان هذا السبب اضطرابا عصبيا أو ضيق الأوعية الدموية التي تصل إلى الرحم فيؤدي ذلك إلى أن الدم لا يصبح كافياً وهذا بدوره يؤدي إلى عدم ملاءمة الدورة الدموية لازدياد مطالب الرحم من الدم وخاصة في أواخر الحمل وبدء الولادة.

أعراضه:

كيف يمكن تشخيص هذا التسمم الذي يجب ان يشخص مبكراً حتى لا تزيد المضاعفات وتؤثر على حياة الأم والجنين معاً.

إن أهم أعراض هذا المرض هو القيء المستمر والغثيان الشديد والصداع الشديد مع ازدياد ملحوظ في وزن الحامل؛ حيث عادةً يكون 2 كجم في الشهر في الأمور الطبيعية.

ويرتفع ضغط الدم أكثر من 140/ 90 نتيجة التأثيرات التي تحدث على الكل مع انتفاخ في العينين والأرجل والأيدي؛ وظهور الزلال في البول عند الفحص المخبري.

والحقيقة أنه لم يعرف حتى الآن إذا ما كان ارتفاع ضغط الدم أدى إلى اضطراب في الكلى؛ أم أن اضطراب الكلى أدى إلى ارتفاع ضغط الدم؛ وهناك حالات تعرف باسم التسمم في الحمل غير النوعي؛ وفيها يظهر ارتفاع ضغط الدم مع التهاب في الكلى يكون موجوداً قبل الحمل وإذا لم تسبب ارتفاع ضغط الدم في بداية الحمل أو قبله فإنها تسببها بعد حدوث الحمل وبالتقريب عند الأسبوع الرابع والعشرين أي بعد ستة شهور تقريباً أو يزيد قليلاً.

علاجه:

بناء عليه إذا ما كان هناك ارتفاع ضغط الدم والتهاب في الكلى فإنه يجب الامتناع عن الحمل؛ أما إذا حدث الحمل فإنه يجب احداث سقوط أو إجهاض حفاظاً على حياة الأم حيث يشكل خطورة على حياتها؛ إذا ما اكتشف هذا بعد حدوث الحمل في بدايته؛ وإذا ما تم اكتشاف المرض مؤخراً فإن هناك عناية كبيرة مركزة يجب أن توضع في الاعتبار وتسمم الحمل يمر في مرحلتين في حال حدوثه.

المرحلة الأولى:

وتعرف باسم ما قبل الأكلامبسيا.

المرحلة الثانية: وتعرف باسم الأكلامبسيا وهي الحالة الشديدة المفزعة ويحاول الطبيب أن يكتشف المرض في بداية مراحله الأولى حتى لا يصل إلى هذه المرحلة؛ ويمكن تشخيصها بملاحظة الزيادة المفرطة في الوزن بسرعة كبيرة مع انتفاخ في الوجه واليدين.

وعلى الطبيب الماهر أن يدرك هذه الملاحظة المهمة حتى يمكنه تفادي العواقب الجسيمة المترتبة على ذلك.

وأهم أسس العلاج هو الامتناع عند تناول الأملاح "ملح الطعام" مع الراحة التامة في السرير؛ والإكثار من اللبن الخالي من الدسم؛ وذلك بعد أن تلاحظ زيادة في الوزن وخاصة في الثلث الأخير من فترة الحمل وذلك نتيجة اضطراب في التمثيل الغذائي؛ ويكون هناك اختزان للماء في الخلايا ويمنع إخراجه كالمعتاد.

وإذا كان المرض بدون ارتفاع شديد في ضغط الدم فإن الطبيب يستطيع السيطرة على هذه الحالة عند هذا الحد ثم ترسل المريضة إلى المستشفى وإذا ما زادت الحالة سوءاً وظهر الصداع مع الزلال في البول واستمر الحال على هذا المنوال من – 24-48 ساعة- دون تقدم ورغم المتابعة والعلاج والجراحة وليس دونها هي الخيار الوحيد وتكون بإجهاض المريضة أو ولادتها بعملية قيصرية وذلك في حالة المرض البسيط.

أما إذا وصلت إلى الحالة الشديدة الأكلامبسيا فيجب إجهاض المريضة وتفريغ الرحم قبل تعقيد الموقف.

كل هذا ليس الهدف منه تخويف المرأة من هذا التسمم وإنما الغرض هو أن تكون المرأة الحامل على اتصال وثيق قبل وبعد الحمل بالطبيب للمتابعة وتفادي ما قد يحدث لاحقاً؛ وتكون نتيجته التضحية بالجنين الذي ربما هو كل آمال أبويه وقد يزيد الخطر لدرجة أنه قد يؤدي بحياة الأم.

والحامل المتعاونة المثقفة المطيعة لأوامر الطبيب هي الطبيب الأول لنفسها حفاظاً على صحتها وحياتها ومولودها الذي تنتظره بعد عناء يدوم على مدى التسعة أشهر أو يزيد قليلاً.