تساءلنا في مقال سابق عن تداعيات نتائج الانتخابات الإسرائيلية على صفقة القرن من ناحية، وتأثيراتها على غزة وعلى المفاوضات من ناحية ثانية، وماذا قالت لإيران والخليج العربي؟!
في الإجابة عن السؤال الأول نقول إننا نجد الإجابة بشكل عملي في زيارات غرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط، والمستقيل من منصبه إلى (إسرائيل) بشكل غير متوقع، ليبحث مع نتنياهو، ومع غانتس الوقت المناسب للإعلان عن صفقة القرن. أميركا تدرك أن تشكيل حكومة إسرائيلية مستقرة في ضوء نتائج الانتخابات أمر يطول، وقد يستبعد، وقد تذهب الأطراف إلى انتخابات ثالثة في مارس ٢٠٢٠م، بسبب المأزق العميق الذي يلف عملية تشكيل الحكومة، لا سيما بعد تشكيل نتنياهو لتحالف يميني مع الحريدين.
وأما تأثيرها على المفاوضات، فقد بادر عباس، والمالكي، إلى مغازلة غانتس بالإعراب عن رغبة فلسطينية للعودة إلى المفاوضات دون شروط مسبقة، وهو إعلان تعرض لهجوم ونقد لاذع من الفصائل الفلسطينية، حيث بدا كاستجداء فلسطيني، وفيه قفز عن المواقف الرافضة لإجراءات نتنياهو السابقة التي تلت نقل سفارة أميركا إلى القدس، هذا ولم تعلق قيادة أزرق أبيض، ولا الليكود على الدعوة، التي أطلقها عباس والمالكي من النرويج؟!
وأما تأثيرات الانتخابات غير الحاسمة على إيران والخليج، فيبدو أن طرفي الصراع في تشكيل الحكومة في (إسرائيل، ) يؤيد زيادة التوتر في الخليج، ويؤيد فكرة توريط أميركا في حرب ضد إيران، والطرفان يسعيان لتحالف قوي مع المملكة والإمارات. وقد جاءت تفجيرات أرامكو هدية للسياسة الإسرائيلية في المنطقة. وإذا كانت إيران تريد نهاية لحكم نتنياهو، فإن المملكة ترى أن بقاءه في الحكم أفضل لها.
إن قولنا نحن الفلسطينيين: إن الانتخابات الإسرائيلية قضية داخلية لا شأن لنا بها أثبت خطأه، لأن تأثيرات هذه الانتخابات وتداعياتها تتجاوز غزة، ورام الله، وتصل إلى إيران والخليج، وتتجاوز الحاضر إلى مستقبل صفقة القرن. لذا ليس خطأ الاهتمام بها، وتقريب دلالاتها وتأثيراتها للجمهور الفلسطيني، وللقادة، ليكون العمل الفلسطيني على بصيرة، وبصر بما يجري، ومن ثمة توجيه القرار الفلسطيني نحو ما يخدم المصالح الفلسطينية.