مع اتساع الانفتاح والتطور التكنولوجي أصبح استخدام وسائل الأمان عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمرًا مُلحًّا لدى مستخدمي الإنترنت، حفاظًا على البيانات والمعلومات الشخصية من عمليات السرقة والاختراق، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى الابتزاز الإلكتروني.
وإنشاء كلمات المرور من أبرز طرق الحماية الأكثر انتشارًا بين مستخدمي الإنترنت، فلا يخلو أي حساب عبر مواقع التواصل أو بريد إلكتروني منها، في سبيل الحفاظ على خصوصية الحساب وحمايته من أي اختراقات خارجية.
ويؤكد خبراء في التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي ضرورة إنشاء كلمات مرور لكل الحسابات الشخصية، وتأكيد حفظها وحمايتها من الضياع، حتى يُمكن استعادتها واستعادة البيانات الخاصة، حال ضاع الجهاز الإلكتروني أو سرق.
بيانات سرية
ويُعرّف الخبير في إدارة تكنولوجيا وأمن المعلومات رامي لبد كلمات المرور على أنها "عبارة عن توليفة من الحروف ذات دلالة خاصة، وتعد معرفًا عن المستخدم للوصول إلى حساباته وبياناته الخاصة التي يفترض ألا يصل إليها سواه".
ويوضح لبد خلال حديثه إلى "فلسطين" أن كلمات المرور من أكثر الأدوات المستخدمة للتحقق من صاحب الحساب، والوصول للبيانات والحسابات الخاصة.
ويحذر من أن "كثيرًا من المستخدمين لا يهتمون كثيرًا بكلمات المرور عند إنشائها، فيختارون كلمات سهلة من البيانات الشخصية مثل رقم الهاتف وتاريخ الميلاد، أو الأرقام من 1-6".
ويُنبّه إلى أن هذه الكلمات السهلة تجعل الحسابات الشخصية أكثر عرضة للاختراق، "فتخمينها بهذا الشكل هو أول طريقة يقوم بها المخترقون لاختراق الحسابات" وفق قوله.
كما يُحذر أيضًا من تخزين وحفظ كلمات المرور في ورقة خارجية أو على جهاز الهاتف نفسه في ملف خاص، الأمر الذي يسهل سرقتها والحصول عليها.
ويشير لبد إلى وجود طرق تقنية كثيرة لاختراق الأجهزة، أبرزها البرامج الضارة مثل برمجيات keyloggers (قارئ الكيبورد)، وهي برمجيات تتجسس على حركات المستخدم على "الكيبورد" وتتبعها وترسلها إلى المهاجم.
ويشدد على ضرورة "الحذر عن استخدام شبكات الإنترنت العامة، لعدم وجود أي رقابة عليها، لذلك يكون المستخدم أكثر عرضة للاختراق وسرقة كلمات المرور الخاصة به"، مؤكدًا ضرورة "عدم ترك المواقع الخاصة مفتوحة على الأجهزة، كي لا يتمكن أي شخص من الحصول على كلمات المرور في حال جلوسه على الجهاز".
ويجدد تأكيده "ضرورة ألا تقل كلمة المرور عن 22 خانة، من حروف كبيرة وصغيرة وأرقام ورموز".
ويتفق الخبير في مجال التكنولوجيا خالد صافي مع سابقه، إذ يؤكد ضرورة اختيار كلمات مرور للحسابات الشخصية من عدة خانات، شريطة أن تكون سهلة الحفظ للمستخدم.
ويقول صافي لـ"فلسطين": "إن زيادة خانات كلمات المرور حاجة مُلحّة حتى يصعب عملية تخمينها والتنبؤ بها، ويُفضّل ألا تكون مقترنة بالشخص مثل تاريخ الميلاد أو رقم الهاتف".
ويُحذر من أن "هناك برامج تقوم بعمليات لتغيير أماكن الحروف، فتتمكن من تخمين الكلمة المخصصة للمستخدم"، ويُنبّه أيضًا إلى عدم وضع كلمات مرور متشابهة لجميع الحسابات الشخصية والبريد الإلكتروني، حتى لا تكون عرضة لاختراقها جميعًا حال اخترق واحد منها.
ويُضيف "عندما تريد أن تحفظ كلمة المرور، أضف الحرف الأول أو الثاني من اسم المنصة التي عليها الحساب من أجل تسهيل عملية حفظها".
الاسترجاع والخصوصية
وفي حال فقدان كلمة المرور، هل يُمكن استرجاعها؟، يُجيب صافي: "عندما تفقد الكلمة، فإن غالبية منصات التواصل تُحيلك إلى البريد الإلكتروني أو الهاتف، وتطلب ربط الحساب بالبريد حتى يُمكن استعادتها وإنشاء كلمة مرور جديدة".
ويؤكد ضرورة ربط الحسابات الشخصية بالهاتف المحمول أو البريد الإلكتروني، موضحًا أنه "عندما يفقد المستخدم الكلمة، يطلب النظام كتابة كلمة جديدة، بحيث يرسل رسالة عبر البريد أو رسالة نصية عبر الجوال لاستعادة الكلمة".
وعن حفظ الخصوصية على مواقع التواصل، يذكر صافي أن كل إنسان له كامل الحرية في نشر ما يُريد أو ما يُحب أن يعرفه عنه الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويُحذر من أن "بعض مستخدمي الإنترنت يقعون في مشاكل بمسألة الخصوصية عندما يصرّحون بمعلومات خاصة أو يقعون تحت طائلة الابتزاز بعد نشر صور شخصية، ما يجعلهم يفقدون خصوصية الحسابات".
وينبّه إلى ضرورة عدم نشر المعلومات الخاصة والصور على مواقع التواصل، مع أهمية الحفاظ على العلاقات مع الأصدقاء، ودرجة الحديث في المحادثات الخاصة، محذرًا من الضغط على الروابط المجهولة أو الملفات المرسلة من مصادر مجهولة، خشية الاختراق والابتزاز.
وختم حديثه بتأكيد أهمية الحفاظ على الخصوصية، حتى لا يكون المستخدم "لقمة سائغة" للابتزاز، وربما الاحتيال والنصب وسرقة الهوية الخاصة به.