فلسطين أون لاين

​نتائج الانتخابات "الإسرائيلية".. سيناريوهات متعددة تبقي على أزمة تشكيل الحكومة

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

تبدو الخارطة السياسية الإسرائيلية بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات قريبة مما رسمته استطلاعات الرأي قبل ذلك، بأن أزمة تشكيل الحكومة التي عاشتها دولة الاحتلال بعد الانتخابات السابقة قبل عدة شهور مرشحة للاستمرار هذه المرة أيضا، فكلا المعسكرين لن يستطيع الانفراد بتشكيل حكومة دون رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان.

وأظهرت النتائج الأولية بعد فرز 61% من الأصوات تقاربًا بعدد المقاعد بين كتل اليمين من جهة، والوسط واليسار والأحزاب العربية من جهة أخرى.

وتساوى حزبي "الليكود" و"أبيض- أزرق" بحصول كليهما على 32 مقعدًا، يليهما القائمة العربية المشتركة بحصولها على 12 مقعدًا، أما حزب إسرائيل بيتنا الذي يقوده أفيغدور ليبرمان فحصل على 9 مقاعد.

أمام هذه النتائج تكون كتل اليمين مجتمعة قد حصلت على 56 مقعدا، مقابل حصول أحزاب الوسط واليسار والأحزاب العربية على 53 مقعدا، وبذلك يبقى "إسرائيل بيتنا" الحاسم في تشكيل الحكومة المقبلة.

لكن ليس سهلا انضمام ليبرمان لأحد المعسكرين، إذ يشترط لانضمامه للتحالف مع معسكرالوسط واليسار عدم انضمام القائمة العربية للائتلاف، التي لن يستطيع كذلك تشكيل حكومة دونها إذا ما تحالف مع "أزرق-أبيض" بقيادة بيني غانتس، وفقًا للمختص بالشأن الإسرائيلي فرحان علقم.

ويشير إلى أن انضمام ليبرمان لمعسكر اليمين يرتبط بقبول الأخير شرطه تجميد قانون التجنيد المعمول به منذ عهد أول رئيس وزراء للاحتلال "بن غريون" الذي لا يجبر "الحارديم" على الخدمة بالجيش أو النزول لسوق العمل.

ويرى علقم في حديث لصحيفة "فلسطين" أن المعضلة أمام نتنياهو تكمن في محاولته الضغط على "الحارديم" للتنازل لصالح ليبرمان، وذلك محط تساؤل ستكشف الأيام المقبلة احتمالية نجاحه من عدمه، واصفا ليبرمان بأنه "رمانة الميزان" لكلا المعسكرين اللذين من الصعب الاستقلال بنفسيهما لتشكيل الحكومة، وهذه حالة فريدة لم تمر بها دول الاحتلال من قبل.

سيناريوهات

وثمة عدة سيناريوهات قريبة من الحدوث وفق علقم، الأول: تشكيل "حكومة وحدة" من الليكود، وأزرق أبيض، وليبرمان، "وهذا احتمال ضعيف وإن لم يحدث قد يضطر رئيس دولة الاحتلال الدعوة للانتخابات مرة ثالثة، وهو ما لا يفضله أي من المرشحين، باستثناء نتنياهو الذي يخشى تكليف غانتس مما يعني ذهابه للسجن".

أشار علقم إلى أن السيناريو الآخر هو تشكيل حكومة برأسين لكن المعضلة أمام نتنياهو تكمن باحتمالية عدم قيادته للحكومة في العامين الأولين من تشكيلها إذ إن ذلك يسمح له بتمرير قانون الحصانة البرلمانية لحماية نفسه من تهم الفساد.

وأوضح أن ليبرمان يستغل ذلك للمساومة على أكبر عدد من الحقائب الوزارية والمواقع السيادية، كوزارتي الجيش والخارجية بالدرجة الأولى.

الخارطة نفسها

في حين يرى المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش أن نتائج الانتخابات أعادت تشكيل نفس الخارطة السياسية التي تشكلت بعد الانتخابات السابقة قبل عدة أشهر، بوجود معسكرين كبيرين لا يستطيع أي منهما حسم تشكيل الحكومة، مشيرًا إلى أن هذه الخلافات تتعلق بإدارة الشأن الداخلي الإسرائيلي.

ويقول أبو غوش لصحيفة "فلسطين": إنه لا يستبعد أن يجد نتنياهو صيغة معينة كي يتقاسم مع ليبرمان الائتلاف، بعد أن فشل في تشكيل ائتلاف يمين من 61 مقعدا.

ولفت إلى أن وضع نتنياهو الآن صعب فالإجراءات القضائية وملفات الفساد التي تلاحقه ستبدأ بشهر أكتوبر/ تشرين أول بالأقدم، ولا يمكن لرئيس وزراء أن يحكم في ظل قضايا فساد تلاحقه، مما سيضطر لتسليم صلاحياته لشخص آخر أو التنحي أو تناوب الحكم مع غانتس، "ووارد جدا أن يتولى الجولة الرئاسية الثانية إلى أن تثبت براءته".

ويضيف: "مؤشرات فشل نتنياهو قائمة بعدما فشل حزب القوة اليهودي المتطرف في تجاوز نسبة الحسم، فيما نجح حزب العمل الذي كان يعول نتنياهو على سقوطه، وهذا ما أفشل وصول نتنياهو لائتلاف من 61 مقعدا"، منبهًا إلى أن احتمالية نجاحه بالائتلاف مع غانتس قائمة كذلك.

في الوقت ذاته يستبعد أبو غوش استمرار نتنياهو في الحكم "فالملاحقة القانونية التي تطارده قد تضطر الليكود لإفراز زعيم بديل عنه"، لافتًا إلى أن معركة خلافة نتنياهو بدأت من الآن كونه فشل في تحقيق انتصار لصالح الحزب للمرة الثانية.