فلسطين أون لاين

​دعوا إلى تجاوزها وتصويب المسار السياسي الفلسطيني

قادة الفصائل: شعبنا ما زال يعاني ويلات اتفاقية "أوسلو"

...
جانب من الندوة/ عدسة صحيفة فلسطين/ تصوير: ياسر فتحي
غزة/ حازم الحلو:

النخالة: "أوسلو" من أسوأ التجارب التي مر بها شعب على وجه الأرض

مزهر: "أوسلو" مهدت الطريق لما نحن فيه من محاولات محمومة لتصفية القضية الفلسطينية

رضوان: "أوسلو" ورّثت شعبنا مزيداً من التدهور والانقسام


أكد قادة فصائل فلسطينية أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعاني من ويلات اتفاقية أوسلو كونها شكلت عبئا على القضية وتسببت بتداعيات خطيرة، مطالبين بضرورة تصويب المسار السياسي بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في ظل المؤامرات والمسارات الجديدة، وأبرزها صفقة القرن.

جاء ذلك خلال لقاء نظّمته، اليوم، حركة الجهاد الإسلامي بمدينة غزة بعنوان "الخروج من "أوسلو"، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية.

وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إن "أوسلو" من أسوأ التجارب التي مر بها شعب على وجه الأرض، واليوم إلى جانب هذه الاتفاقية تُفرض علينا تحديات واستحقاقات جديدة".

وعد في كلمة مسجّلة بُثّت خلال اللقاء أن تطبيق "صفقة القرن" "إعلان انتصار للمشروع الصهيوني في المنطقة والعالم، مستنكرا استمرار حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي، بالتزامن مع مواصلة العمل الخارجي في صفقة القرن.

وأكد النخالة أن "وحدة قوة المقاومة أولوية في مواجهة المشروع الصهيوني وأنها تقف للتصدي لأي عدوان محتمل".

وجدد النخالة تأكيد حركته على متانة العلاقة التي تربطها مع حركة "حماس"، عادًّا إياها علاقة إستراتيجية لا يمكن لحركته أن تفرط بها، رغم كل المحاولات المعادية التي تعمل ضد هذا التحالف.

وحذر النخالة من أن أي مساس بحياة الأسرى المضربين عن الطعام سيأخذ الأوضاع إلى منحى آخر تماما، مؤكدا أن شعبنا ومقاومته يَقفون موحدين خلف الأسرى الأبطال ونضالاتهم، ويعملون على تحريرِهم بكل الوسائل المُمكنةِ.

بدوره، أكد القيادي في حركة حماس د. إسماعيل رضوان أن اتفاق "أوسلو" ورّث شعبنا مزيداً من التدهور والانقسام، مشيراً إلى أن اتفاقية "أوسلو" شكلت نكبة جديدة لشعبنا، وهي أخطر من النكبتين الأولى والثانية كونها تمثل اعتراف جزء من الشعب الفلسطيني بشرعية الاحتلال وهو مخالف لكل الأعراف لأن المحتل سيبقى محتلاً.

وتم توقيع اتفاق "أوسلو" بين (إسرائيل) ومنظمة التحرير الفلسطينية في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، وتمخض عنه إقامة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

خطر أوسلو

وأشار إلى أن اتفاقية "أوسلو" هي أخطر من وعد بلفور الذي أعطى أحقية للاحتلال في أكثر من 78% على الأرض الفلسطينية والاعتراف بالكيان المحتل، إضافةً إلى أنها ورثت شعبنا التنسيق الأمني وعد المقاومة ارهاباً .

وقال رضوان إن اتفاقية "أوسلو" كانت تهدف إلى الحفاظ على أمن الاحتلال مقابل بعض الامتيازات لقادة السلطة، موضحاً أن "أوسلو" أعطت جرأة للاحتلال بشأن الاستيطان الذي تضاعف مئات المرات.

الانقسام وليد أوسلو

وشدد على أن "أوسلو" تسببت بانقسام شعبنا إلى قسمين: قسم متمسك بالثوابت وآخر تخلى على البندقية مقابل وعود لم يتحقق منها شيء سوى مزيد من التنازلات.

وشدد على أن المقاومة هي الحل الأوحد لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، لافتا الى أن "أوسلو" تخلت عن القدس واللاجئين وشجعت الاحتلال على المضي بمزيد من المخططات التي كان آخرها صفقة القرن وتصفية الاونروا.

وطالب رضوان السلطة بأن تتبرأ من "أوسلو" وأن تعلن عن فشل الحقبة الزمنية المصاحبة لها، وأن تنحاز الى خيار الشعب، داعيا الى ضرورة استعادة الوحدة على اساس خيار الثوابت والاتفاق على برنامج وطني يستند الى رؤية تعد المقاومة خيارا إستراتيجيا لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.

من ناحيته أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، جميل مزهر، أن اتفاقية "أوسلو" مهدت الطريق لما نحن فيه الآن من محاولات محمومة لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما تسمى "صفقة القرن".

وقال: إن اتفاقية "أوسلو" جلبت المزيد من الدمار والخراب والويلات، وخير دليل على ذلك مستوى الاستيطان الذي تضاعف عشرات المرات منذ توقيع الاتفاقية، موضحا أن "أوسلو" لعبت دورًا مهما في تمزيق الشعب الفلسطيني، وحالة الانقسام التي نعيشها حتى اللحظة.

وشدد مزهر على أن الاحتلال الإسرائيلي أراد من السلطة الفلسطينية مهمة واحدة فقط من خلال اتفاقية "أوسلو"، وهي مهمة التنسيق الأمني، وتجريد السلطة من كل مهامها وإمكاناتها.

ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يجسد الحكم الإداري في الضفة الغربية، وكل ما يريده نتنياهو هو السلام الاقتصادي فقط، لذلك يعمل على تطوير الإدارة المدنية في الضفة الغربية.

فشل ذريع

من جانبه أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، أن نسبة الأراضي المصادرة للاستيطان زادت بشكل مضطرد بعد توقيع اتفاقية "أوسلو"، منبها إلى أن الأراضي المصادرة بلغت 136 ألف دونم قبل التوقيع، وبعد توقيع الاتفاق وصلت الأراضي المصادرة للاستيطان 500 ألف دونم.

وقال عزام تعليقاً على ما يروَّج له من الاحتلال بشأن ضم الأغوار: "مخطط الاحتلال يمضي قدماً سواء أعلن الاحتلال أو لم يعلن، كون أن العديد من المستوطنات أقيمت على أنقاض العديد من القرى المدمرة عام 1967"، مؤكداً أن هناك مخططا لدى الاحتلال لتحويل الأغوار لمستوطنة كبيرة.

وبين أن "أوسلو" كانت محاولةً لتخفيف أعباء الاحتلال ليصبحَ أقل كلفة ومحاولةً لتحسين صورة (إسرائيل) دولياً، مشدداً على ان "أوسلو" لم يأتِ بأي منفعة ولم يحقق ما ناضل من اجله شعبنا على مدار السنوات.

من ناحيته قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي، إن صانعي اتفاقية "أوسلو" اعترفوا بفشل المشروع، والواقع يؤكد ذلك، عادا أن من يواصل التمسك بنهج "أوسلو" فإنه يتمسك بتكريس الاحتلال وتمدد الاستيطان وتهويد القدس، واستمرار الانقسام، واستمرار معاناة الشعب الفلسطيني بمجمله.