فلسطين أون لاين

​مضرب عن الطعام منذ 8 أيام

المربي شوامرة.. معاناته الاعتقالَ السياسيَّ لم تنتهِ منذ 17 عامًا

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ طلال النبيه:

قبل 17 عامًا، وفي أول عمل له في مدارس مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، بدأت أجهزة أمن السلطة عملية الملاحقة الأمنية للمربي نافذ رسمي شوامرة، ليكون إحدى ضحايا التنسيق الأمني بين سلطات الاحتلال والسلطة الفلسطينية.

شوامرة (43 عامًا) لم تشفع له قسمات وجهه ولا الشيب الذي غزا شعره، في وقف ملاحقته الأمنية منذ عام 2003م وحتى اللحظة، مع استمرار تمسكه بعمله مدرسًا لمادة التربية الإسلامية.

مطلع أغسطس/ آب الماضي اقتحمت قوة أمنية مشتركة من أمن السلطة منزل المدرس شوامرة، بعد محاصرته من كل الجهات، لم تفلح في حينه في اختطافه لإصرار زوجته المدرسة إيمان القيق الدفاع عنه ورفضها نهج الاعتقال السياسي.

وعن تفاصيل اعتقاله، تروي زوجته لصحيفة "فلسطين"، أنه مع بدء كل يوم دراسي تغادر بيتها برفقة زوجها الذي يعمل في مدرسة "امريش" بقرى مدينة دورا الخليل، ويتفقون على مكان يلتقون فيه للمغادرة والعودة معًا مع أبنائهم إلى بيتهم.

ومع اقتراب موعد مغادرة الزوجة لمدرستها اتصلت بزوجها لتؤكد نقطة الالتقاء، إلا أن المفاجأة كانت بوجود "عطل بفعل فاعل" في عجلات سيارتها المتوقفة أمام المدرسة.

ليتضح أن الحادث كان بهدف كسب الوقت وإعاقة تواصلها مع زوجها حيث كان يستقل سيارة مع زملائه الذين فوجئوا على الطريق بتوقيفهم من قبل "مجهولين" يرتدون زيًّا مدنيًّا ليختطفوا على وجه السرعة المدرس شوامرة عبر سيارات غير قانونية (مشطوبة)، على مرأى طلبة وأهالي المنطقة.

وتروي الزوجة ما حدث كما نقل زملاء الشوامرة لها بأن المدرسين اعتقدوا بداية أن الجهة الخاطفة قوة من جيش الاحتلال تنكرت بزي مدني أو ما يطلق عليهم بـ"المستعربين"، إلى أن صدموا بحديث أحد الخاطفين يردد "وقائي.. وقائي".

وتصف الزوجة الحدث بـ"الدنيء والوقح"، قائلة: "هذا الاعتقال العاشر الذي يتعرض له زوجي نافذ، كان الاعتقال الأول عام 2003م لمدة ثلاثة أشهر تعرض خلالها للتعذيب".

وأضافت: "منذ أول اعتقال لزوجي وحتى الاعتقال الجاري، تتهمه أجهزة أمن السلطة بتهمة غير قانونية وغير حقيقية وهي حيازة سلاح غير مرخص"، رافضة السياسة التي تتبعها السلطة الفلسطينية تجاه المعلمين.

وتساءلت الزوجة باستنكار عن غياب صوت وزارة التربية والتعليم، واتحاد المعلمين في الدفاع عن نافذ! مشيرة إلى أنه مضرب عن الطعام لليوم الثامن تواليًا.

وأكدت أنه يعاني وضعًا صحيًّا حرجًا في سجنه "مسلخ أريحا"، موضحة أن محكمة السلطة مددت اختطافه خمسة أيام.

ودعت القيق أهالي المعتقلين السياسيين لعدم الصمت، والتحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي، والاعتصام حتى الإفراج عن أبنائهم وفلذات أكبادهم.

وذكرت أن عناصر أمن السلطة اقتحموا بيتها قبل أسبوعين ووجهوا استدعاء لزوجها، مستدركة: "نخشى أن يتم اعتقاله من الاحتلال الإسرائيلي بعد أن يفرج أمن السلطة عنه، لأن هاتين الجهتين لديهما غرفة عمليات مشتركة عبر التنسيق الأمني".

وفي حديث سابق، لـصحيفة "فلسطين" قال شوامرة: "بكفي ترهيب وترويع للأطفال، بكفي ازهقنا"، معبراً عن حزنه وغضبه من استمرار ملاحقة أجهزة أمن السلطة له وما يتبعها من استدعاء واعتقال من الاحتلال الإسرائيلي.

واشتكى في حينه المدرس، من تعرضه لإهانات وتنكيل وضرب من أجهزة أمن السلطة، واعتقال أمام الطلاب في أثناء مغادرته لمدرسته في مدينة دورا الخليل.

وقضى المدرس ثلاث سنوات ونصف السنة أسيرًا في سجون الاحتلال على فترات عدة.