فلسطين أون لاين

​التصعيد الإسرائيلي الإيراني محدود: زمانًا ومكانًا!

تشير المعطيات الإسرائيلية الأخيرة أن استمرار المواجهة مع إيران مباشرة أو عبر حلفائها إنما يشير لوجود مصلحة إيرانية لاستمرار هذه المواجهة، مما يطرح أسئلة حول مآلات الحوادث الأخيرة بينهما، وإمكانية أن تتدحرج إلى حرب شاملة.

مع العلم أن استمرار الضربات الإسرائيلية على الحدود الإيرانية العراقية ضد تشكيلات عسكرية تابعة لطهران، وإسقاط الطائرة المسيرة الإسرائيلية من قبل حزب الله في لبنان، يشير لنوع جديد من المواجهة الجارية في السنوات الأخيرة، على اعتبار أن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية ستبقى مستمرة على المدى القريب؛ نظرا لأسباب عميقة مختلفة.

فإيران معنية باستمرار الوضع على هيئته الحالية؛ لأن لديها تطلعات توسعية، ولذلك فهي تتواجد في سوريا والعراق وبلدان أخرى، مما يرجح فرضية إسرائيلية مفادها أن استمرار المواجهة مع إسرائيل يخدم المصالح الإيرانية، ما يتطلب التجهز لإمكانية اندلاع مواجهة في مستويات عدة، في ظل قناعة إسرائيلية بأن الولايات المتحدة لا تريد المساس بإيران، وهي تواصل تثبيت نفسها كقوة إقليمية.

فرضية إسرائيلية أخرى تتحدث عن هدف تعاظم العمليات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان وجبهات أخرى، ويتمثل بإيصال رسالة للأمريكان بتحسين شروطها في المفاوضات حول المشروع النووي، والقول لها إن أي محاولة لمهاجمتها فإن الإيرانيين سيستهدفون حلفاءهم في المنطقة، ومن الأفضل الدخول بمفاوضات معها.

هنا يتحدث الإسرائيليون عن سبب زيادة عمليات حزب الله والمليشيات الإيرانية في العراق وسوريا، على اعتبار أن الإيرانيين ليس لديهم مصلحة كبيرة للدخول بمواجهة واسعة مع إسرائيل، هذا ليس جيدا لمصالحهم، لكنهم في الوقت ذاته يسيرون مع الولايات المتحدة وفق سياسة شفا الهاوية، مما يقدر أن المواجهة الحالية ستستمر في مستواها المنخفض الحالي، فليس لديها مصلحة في حرب شاملة.

إن ما يحصل حاليًّا بين إسرائيل وإيران وحزب الله هو استمرار لاستخلاص الدروس والعبر من كل الأطراف، إيران لديها هدف أسمى، وهو السيطرة على سوريا، حتى لو تخلل ذلك فتح جبهة عسكرية أمام إسرائيل، لأنه ينطلق من أسباب استراتيجية واسعة، في حين تعمل إسرائيل كل ما بوسعها لإحباط هذه التطلعات.

الخلاصة أن كلا الطرفين، إسرائيل وإيران، لا يريدان مواجهة واسعة، وليسا معنيين بها، ولذلك نرى ردودًا محدودة، على اعتبار أن الحرب لا تخدم أحدًا، لكن الإسرائيليين في الوقت ذاته يبدون ندمهم الشديد على أنهم تركوا خلفهم 140 ألف صاروخ بيد حزب الله منذ مرحلة ما بعد الانسحاب من لبنان، واليوم تواصل إسرائيل عملها في سوريا لمنع تكرار ذلك، صحيح أن هناك حالة من وجود مصلحتين متناقضتين بين الجانبين، وهو ما يجعل المواجهة حتمية، لكن ذلك سوف يستغرق سنوات طويلة.