كشفت الصحافة الإسرائيلية النقاب أن تقريرا غير مسبوق للجنة مكافحة العنصرية في الأمم المتحدة سلط الضوء على محتويات المناهج الدراسية الفلسطينية، وطالب الفلسطينيين بإزالة ما يحرض على العمليات المسلحة في كتبهم المدرسية، ومنها المفاهيم والخرائط والصور والنصوص.
ليست المرة الأولى التي تحرض فيها إسرائيل على الكتب الفلسطينية، بزعم أنها تشجع المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن الجديد هذه المرة أن التحريض الإسرائيلي وصل الأمم المتحدة، مما يشير لعمق التأثير الذي يملكه اللوبي الإسرائيلي وأصدقاؤه من دول صناعة القرار العالمي.
يضرب التقرير الأممي المزود بمعطيات إسرائيلية أمثلة على ما تمارسه المناهج الدراسية الفلسطينية بدعم المقاومة المسلحة، فالتلاميذ يتعلمون بمادة الرياضيات كيفية إحصاء أعداد الشهداء، وتتحدث كتب التاريخ الفلسطيني عن سيطرة اليهود على العالم.
وفيما تطلب دروس اللغة العربية من التلاميذ إيراد كلمات تحمل حرف الهاء، عبر أمثلة: شهيد، هجوم، فإن مادة الفيزياء تعلم الطلاب درس الجاذبية مستدلة بمثال كيفية إلقاء الحجارة على الجنود من خلال المقلاع، وفي التربية الإسلامية يتعلم الطلاب أن حائط البراق جزء من المسجد الأقصى، وهو مقدس لدى المسلمين فقط.
احتفت إسرائيل بالتقرير الأممي الخاص بالمناهج الدراسية الفلسطينية، كونه يعدّ سابقة تاريخية لصدوره عن الأمم المتحدة بطلب من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، التي عبرت جميعها عن قلقها من محتويات هذه المناهج، لاسيما وأن الممثلية الإسرائيلية في الأمم المتحدة عرضت أمام الدبلوماسيين الدوليين نماذج من هذه المناهج الدراسية، سواء المقررة في مدارس السلطة الفلسطينية أو الأونروا، ما يتطلب تغييرها.
في الوقت ذاته، تطالب إسرائيل بإلقاء نظرة على ما تقرره المؤسسات التعليمية الفلسطينية على طلابها بما يظهر أنها تحث على كراهية الإسرائيليين، ما يجعل التعليم عنصرا أساسيا بتشجيع الهجمات المسلحة ببث مفاهيم كراهية اليهود، وأن الوصول لتعايش الشعبين يتطلب التخلص مما تسميه إسرائيل جذور الكراهية المتمثلة بالمناهج الفلسطينية.
قرأ كاتب السطور مؤخرا تقارير وأبحاثا إسرائيلية حول المناهج الفلسطينية، وهي تؤكد أن الصراع مع إسرائيل لا يعود إلى الخلاف حول حجم مساحتها الجغرافية، بل لرفض وجودها من الأصل؛ لأنها تعدّ احتلالا، فيما ترى كتب الدراسات الاجتماعية حدود فلسطين بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وبين لبنان وسوريا، وبين خليج العقبة ومصر.
توقف الإسرائيليون عند الحديث حول اعتبار المناهج الفلسطينية للتضحية بالنفس قيمة سماوية عليا، فالله يرحب بالاستشهاديين، ويمنحهم موقعا مقدسا، يمحو أخطاءهم، ويرفع من قدرهم في الجنة، وبعض الكتب تكرر عبارة "سأكون سعيدا إن ضحيت بنفسي من أجل القضاء على المحتلين"!