إن الخلافات بين الأشقاء والشقيقات من أكثر الأمور التي لا يمكن للوالدين السيطرة عليها، وهي إن زادت أو قلت فإنها تنعكس على أسلوب التعامل بينهم، فيرفض الكبير مساعدة الصغير أو العكس، أو التبرع بمعاونته في حل ما يواجهه.
استشاري الصحة النفسية والمجتمعية أحمد حمد أوضح أن التعامل بين الإخوة من أهم الأمور التي يجب أن توليها الأسرة الاهتمام من حيث التعليم والتوجيه، لافتًا إلى أن معظم خبراء التربية يؤكدون أهمية تعزيز التعاون بين الإخوة، والتنشئة بالقدوة فيما بينهم.
وأكد في حديث لـ"فلسطين" أن المشاركة والتعاون من المبادئ الأساسية التي يجب أن يراعي الأهل غرسها في تربية الطفل، فهي التي تعلمه عدم إيثار نفسه، وتنشئ إنسانًا بأخلاق بعيدة عن الأنانية والفردية، شخصية محبة للخير والعمل المشترك والتعاون، لأنها أساس للتعامل والاندماج في المجتمع.
وقال: "إن هذا الأمر ينعكس على الكثير من الأمور، أهمها تعزيز المسؤولية الاجتماعية بين الأبناء في داخل الأسرة، وإراحة الأب والأم في الاعتماد على أبنائهم في تحمل مسؤولية كثير من الأمور".
وأضاف حمد: "كثير من الأسر لا تعرف أهمية تعزيز التعاون بين الأبناء، وتكتفي بتوجيه الأبناء للاعتماد على أنفسهم فقط، دون تعزيز أي مجال للتعاون، وعرض المساعدة على الآخرين، من الإخوة أو من خارج الأسرة في المجتمع بأسره".
وبين أن تعزيز سلوك التعاون بين الإخوة يقلل كثيرًا من أسلوب الأنانية بينهم، ويجعلهم يتسابقون في المبادرة ومساعدة الآخرين، دون الإحساس بأي ندية أو غضب من مساعدة الطرف الآخر.
وأكمل حمد: "أيضًا هذا السلوك سينعكس بوضوح عندما يكبر الإخوة في السن، إذ ستسود بينهم أجواء المحبة والألفة والتزاور والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، أما إذا لم يغرس فيهم هذا السلوك فسيكونون مشتركين في اسم الأب واسم الأم في الهوية فقط".
ونبَّه إلى أن الأم والأب إذا لم ينتبها لغرس الترابط والتكافل والتعاون بين الإخوة؛ فإن النتائج ستكون كارثية على الإخوة من حيث الحب في التعامل والتوافق الاجتماعي على المستوى البعيد.