منذ أن ظهرت النظرية القائلة بتخفيف الدهون من محتوى الطعام للحفاظ على حيوية الجسم والرشاقة أصبحنا نرى المتاجر تعج بالأغذية المكتوب عليها قليل الدسم، التي –يا للأسف- يستعاض فيها عن محتويات الدسم بالسكر.
سنتحدث في هذا المقال عن الأضرار الجسيمة للأغذية الغنية بالسكر، وعن الظلم الكبير الذي وقع على الأغذية الغنية بالدهون.
بداية علينا التحدث عن فائدة الدهون للجسم، ولن نغفل أن دماغ الإنسان أكثر من خمسة وستين من المائة منه مكونة من الدهون، وأن خلايانا مكونة مما يعرف بالجدار الثنائي الدهون، وأن الكثير من الفيتامينات المهمة لجسمنا تختزن الدهون وتحتاج إليها كي توجد، مثل الفيتامينات الذائبة في الدهون، كفيتامينات: A, D, K, E،
إضافة إلى أهمية الدهون لإنتاج الكثير من الهرمونات، ومنها الجنسية.
فنجد أننا أصبحنا نخاف إضافة الزبدة الحيوانية أو الدهون الحيوانية إلى غذائنا، الكثير منا اليوم يخاف ارتفاع الكولسترول لديه، وهنا لابد من وقفة فكولسترول الطعام لا يؤثر كثيرًا في كولسترول الدم، هذا حسب آخر الأبحاث العلمية، وإنما المؤثر على ارتفاعه هو ما يصنع داخليًّا في الجسم، حيث يوميًّا يصنع الكولسترول في أجسامنا لحاجتنا له، ولكن إن تناولنا من مصدر خارجي كالبيض والزبدة الحيواني والدهون الحيوانية وزبدة جوز الهند والأفوكادو؛ فسنريح الجسم من تصنيعه، وسنكون في الجانب الآمن من احتمالية زيادة إنتاجه.
أما الكولسترول المظلوم فنجد أنه ينقسم إلى نوعين: المرتفع الكثافة، وهو الذي ينقل الكولسترول من الأوعية الدموية للكبد، ويعرف بالجيد، والآخر المنخفض الكثافة، وهو الذي ينقل الكولسترول من الكبد إلى الأوعية الدموية، وهذا هو المعروف بالسيئ، الذي يعمل على سد وترقيع أي التهابات في الأوعية الدموية يسببها ارتفاع الأنسولين، الذي يرتفع عند وجود كميات من السكر في الدم، إذ يعمل الأنسولين على زيادة معدلات الالتهاب في الأوعية الدموية، وهو المسؤول الأول عن ارتفاع معدلات الدهون الثلاثية، التي بدورها ستشكل الخطر الأكبر لمشاكل القلب والأوعية الدموية وتليف الكبد، حينها وعند وجود الالتهاب سيرمم الكولسترول المنخفض الكثافة والمسمى السيئ جدران الأوعية الدموية ويبني عليها مسببًا ضيقًا فيها وانسدادًا، وبذلك نلاحظ في هذا الشرح المختصر أن المسبب الأساسي لمشاكل الأوعية الدموية والقلب هو السكر وارتفاع الأنسولين لا الدهون والكولسترول التي أصبحت هاجسًا يلاحق الكثيرين.