فلسطين أون لاين

في ​الالتزام بالضوابط الشرعية على مواقع التواصل وقاية من المضار

...
صورة تعبيرية
غزة/ صفاء عاشور:

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها جزءاً أساساً من حياة كل إنسان، ولا غنى عنها، ولكن مع توسع انتشارها وسوء استعمال أصحابها لها، جعلتهم ينشرون كل ما هب ودب من حياتهم فيها، وهو ما انعكس عليهم سلبا وتسبب للكثيرين بالمشاكل.

مشاكل عديدة تختلف حدتها كانت وراءها وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة مواقع: فيس بوك، وانستجرام، وواتس آب، وسناب شات، وكلها وسائل وجد فيها العربي فرصة لنشر كل ما يريد دون أن يضع أي ضوابط له.

الواعظ الديني أ. محمد خلة أكد أن الإنسان خلق بفطرته اجتماعيا يحب التواصل مع المجتمع المحيط به، وهذا أمر عززته وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح الإنسان يحب أن يكون له حساب ووجود فيها.

وقال في حديث لـ"فلسطين": إن "استخدام مثل هذه الوسائل يجب أن يكون بحدود وضعها وحددها الدين الإسلامي، وهذه الحدود هي نفسها الموجودة في حياة الإنسان عند تعامله مع المجتمع الحقيقي الذي يعيش فيه".

وأضاف خله: إن "الدين الإسلامي لم يترك موضوع التواصل على غاربه دون وضع ضوابط بل حددها ووضحها للناس لتجنب حدوث المشاكل بين الأطراف الذين يتواصلون مع بعضهم البعض".

وبين أن الناس اليوم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأهداف معينة، إما للتواصل أو التعارف، أو الشهرة، أو العمل، وغيرها من الأسباب التي تكون في هوى الإنسان، مشدداً على أن هذا التواصل إذا لم يكن بحدود وضوابط فهو يصل إلى نتائج مدمرة.

وأوضحخلة أن الدين الإسلامي نهى عن الغيبة والنميمة، ونهى أيضاً عن التلفظ بالألفاظ السيئة، ولكن ما ينشره الناس على هذه الوسائل يعكس عدم التزام بهذه الأخلاق، فتجد السب والشتيمة والألفاظ البذيئة أمرا عاديا دون أي خجل أو حياء.

وأردف: إن "هذا الأمر سببه إحساس من يتعاملون على وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم غير محاسبين، وأنهم غير مضطرين لتحمل مسؤولية الرد بشكل إيجابي وأخلاقي كما هو مطلوب منهم في العالم الحقيقي".

وشدد خلة على أن التعامل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يحتاج إلى إرشاد من خلال جوانب عدة، أولها البيت، فيجب على الأهل مراقبة وترشيد هذه الصفحات التي تعد ألغاما يمكن أن تنفجر في وجوه الصغار دون ملاحظة الكبار.

ونبه إلى ضرورة ترشيد ومراقبة ما يسمح بمشاهدته للأطفال والشباب، فهذا يمثل علاجا عنوانه الأول الأم، فهي التي تستطيع مراقبة أطفالها دائما وتحميهم من هذه الوسائل، بالإضافة إلى الحديث مع أبنائها الشباب وتوعيتهم بمخاطر هذه الوسائل.

وذكر خلة أن البيت لا يمكن أن يُقوّم سلوك الأبناء إلا إذا كان بيتا ملتزما بالأخلاق والسلوكيات السليمة، أما إذا كان عكس ذلك فإن الأخلاقيات السيئة الموجودة فيه ستنعكس على تربية الأطفال والشباب.

وأفاد بأن الجانب الثاني يكون في دور المدرسة الذي هو للأسف ضعيف في هذا جانب الإرشاد الأخلاقي، وهذا يفرض مسئولية جديدة على المدارس من خلال تعزيز دورها وعملها في توضيح خطر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابع خلة: "أما الجانب الثالث فيأتي من طرف وزارة التربية والتعليم التي يجب أن توفر أساتذة توضح للطلبة أخلاقيات التواصل سواء في الحياة أو على الشبكة العنكبوتية، بالإضافة إلىتخصيص علماء يتحدثون عن السلوكيات الصحيحة لاستخدام هذه الوسائل التي يمكن أن تحمي الكثيرين من الوقوع في أخطاء هم في غنى عنها".

وأكد أن الجانب الرابع يتمثل في أهمية دور المسجد والأئمة بعلاج مشاكل التواصل الاجتماعي والكتابة عنها وعن السلوكيات الخطأ من أجل حل هذه المشاكل والاتعاظ منها.

وأوضح أن الجانب الخامس يتمثل في الصحبة الحسنة، فحديث الرسول الكريم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" هو أكبر دليل على خطورة الصاحب الذي يمكن أن يتخذ من هذه الوسائل ما يجر صاحبه إما إلى الخير أو إلى الشر.