أظهرت تقارير عبرية، أن هناك تضاربًا بين ما صرح عنه جيش الاحتلال من خسائر جرّاء استهداف إيران مواقع عسكرية "إسرائيلية" بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والموجهة، وبين ما أثبتته صور الأقمار الصناعية.
وكشفت صحيفة "Maariv" العبرية، أنّ نسبة اعتراض صواريخ ومسيرات الهجوم الإيراني بلغت 84%، بينما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أنه تمكن من إسقاط 99% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
كما قالت الصحيفة العبرية، إنّ صور أقمار اصطناعية "رديئة الجودة" تظهر تعرّض مفاعل ديمونا لاستهداف إيراني، وقالت أضافت: "وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية، يُزعم أنه كانت هناك إصابة واحدة على الأقل لأحد الهياكل في المفاعل النووي وما يصل إلى ضربتين حول القاعدة".
وتستند هذه التحليلات إلى صور الأقمار الصناعية منخفضة الجودة، ولن يكون من الممكن معرفة ما إذا كان الضرر قد حدث بالفعل إلا عندما يتم إصدار صور الأقمار الصناعية عالية الجودة، بحسب الصحيفة.
كما أشارت إلى، أن الصورة، التي التقطتها شركة Planet Labs بعد ساعات من الهجوم الإيراني على "إسرائيل"، أظهرت الأضرار التي لحقت بمدرج في الجزء الجنوبي من قاعدة نيفاتيم الجوية، بالقرب من سرب النقل وطائراته من طراز C-130.
فيما أطلقت إيران حوالي 300 طائرة مسيرة وصاروخاً على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك 120 صاروخاً باليستياً. وقد عانى نصفها تقريباً من أعطال فنية على منصة الإطلاق أو تحطمت في الطريق، وفقاً لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين.
بالإضافة إلى ذلك، تم اعتراض عشرات الصواريخ الباليستية من قبل نظام أرو الإسرائيلي المضاد للصواريخ ومدمرات الصواريخ الموجهة الأمريكية.
مع ذلك، قال مسؤول أمريكي كبير لشبكة ABC إن تسعة صواريخ باليستية اخترقت نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وسقط أربعة منها على الأقل في قاعدة نيفاتيم.
والسؤال المطرح هنا، لماذا لم تفصح "إسرائيل" عن أي من هذه الإصابات لهذه المنشآت العسكرية المهمة وقت وقوع الهجوم، وزعمت اعتراض 99 % منها؟
من جهته، يرى الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، أنّ الكشف "قد يكون محاولة لتضخيم الحدث وخلق مبرر للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها حتى يقبلوا توجيه ضربة إلى طهران".
وأضاف عريقات في مقابلة على "قناة الجزيرة"، أن ما يثير الشكوك حول الإعلان الإسرائيلي هو أن "تل أبيب" دأبت على إخفاء الحجم الحقيقي لخسائرها خلال الحرب حفاظًا منها على الحالة المعنوية للجنود وتماسك الجبهة الداخلية، بل تفرض رقابة عسكرية صارمة على كل ما يتعلق بأخبار الحرب قبل نشرها.
ووفقًا للخبير العسكري، فإن الجانب الإيراني هو الأقدر على تأكيد أو نفي هذا الإعلان، لأنه هو من شن الهجوم ويعرف طبيعة ومدى الأسلحة التي استخدمت فيه بشكل دقيق.
وأكد عريقات، أن الجيش الإسرائيلي يصدر بياناته بما يخدم مصلحة "إسرائيل" وهو ما يعني أن نسبة الـ84% التي تحدث عنها "معاريف" قد تنخفض لاحقًا إلى 50%، حسب الخبير العسكري الذي يؤكد أن جيش إسرائيل وإعلامها "يجيدون عمل المسرحيات"، وفق تعبيره.
وأضاف الخبير العسكري أن الانتقادات الداخلية المتزايدة لأداء الجيش خلال الحرب دفع القادة السياسيين والعسكريين إلى محاولة إثبات أن الجيش على أتم استعداد للرد على القصف الإيراني، مشيرا إلى حديث وزيري المالية والأمن القومي الإسرائيليين عن "الحاجة لجيش كبير ومتوحش".
ورجح عريقات أن تشهد الفترة المقبلة سيناريوهات متصاعدة من الجانب الإسرائيلي، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فشل تماما خلال الحرب، كما أنه "لم يتمكن من ضرب إيران فورا خصوصا أنه صدّع العالم بتهديد ضرب مفاعلات طهران النووية".
وختم عريقات بالقول، إن تراجع نتنياهو عن ضرب منشآت إيران النووية، رغم اتخاذ القرار مرتين يؤكد أنه أدرك تماما بأن إسرائيل لن تكون قادرة على القيام بهذه المهمة من دون وجود الولايات المتحدة، وهو ما يفسر الكشف عن خسائر لم يتم الإعلان عنها بسبب الهجوم الإيراني، وفق تعبيره.