اقتحم رئيس دولة الاحتلال ريفلين المسجد الإبراهيمي الشريف، وسيلحق به رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهذا الاقتحام شبيه بما فعله أرئيل شارون في المسجد الأقصى المبارك، الذي تبعه غضب فلسطيني عارم وانتفاضة ثانية استمرت سنوات.
شهدت الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة عمليات نوعية ضد المحتل الإسرائيلي، فالضفة على فوهة بركان دون هذه الزيارات الاستفزازية، وليس مستبعدا أن تندلع انتفاضة جديدة، وليس مستبعدا أن تتحرك مدينة الخليل ضد مئات المستوطنين الذين يعيشون فيها. الضفة لديها ما يكفي من الأسباب لتنفجر عن بكرة أبيها، ولكن لا يستطيع أحد التنبؤ بساعة الصفر.
مسؤولون فلسطينيون قالوا إن تلك الزيارة مخالفة للقانون الدولي، وإنها قد تدفع إلى حرب دينية، هذه مقولات بائسة لأن المجتمع الدولي -وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية- يشجع تلك الجرائم، فالتذكير بالقانون الدولي حرف للبوصلة، أو أنه استعمال خطأ لأدوات بالية، أما بالنسبة للحرب الدينية فصراعنا مع اليهود عقائدي منذ البداية وإن كان البعض يريد تحويله إلى صراع جغرافي أو سياسي أو أي كان فهذه محاولات فاشلة. اليهود يحاربوننا عن عقيدة، وإن كانت عقيدة فاسدة، وإن كانوا لا يؤمنون بها أساسا وإنما يستغلونها لتجميع اليهود باسم الدين، وكذلك نحن نحاربهم دفاعا عن وطننا ومقدساتنا، وتستفزنا جرائمهم، وإن كان الاحتلال هو السبب الرئيس لصراعنا مع اليهود إلا أن فلسطين وخاصة المسجد الأقصى المبارك لها مكانتها في الدين الإسلامي، ولهذا اصطبغ الصراع بالصبغة الدينية شئنا ذلك أم لا.
قد يعترض البعض على القول بأن ما يقوم به قادة الاحتلال يأتي في سياق الدعاية الانتخابية بعد أسبوعين، ولكنه كذلك، والفرق أن ميدان الدعاية الانتخابية اختلف كثيرا عن ذي قبل، واختلفت طبيعته، في السابق كانت غزة أو لبنان مسرحين لدعاياتهم الانتخابية، ولكنها أصبحت مكلفة جدا، ونتائجها كارثية على الكيان الغاصب (إسرائيل)، فلم تعد غزة ولا لبنان ميدانين صالحين للعمل الانتخابي، فاليهود هناك فقط يرجون السلامة ولا يريدون حربا قد تفسد الانتخابات وحياة ملايين الإسرائيليين، لذلك اتجهوا ناحية الخليل ليفسدوا فيها ويدنسوا مقدساتها، ولكن إن فعلوها هذه المرة فقد لا يفعلونها مرة أخرى، وهذا يعتمد على ردة فعل الشعب الفلسطيني، أما ردة فعل المسؤولين فهي معروفة سلفا؛ شجب واستنكار وطرق باب المحكمة الجنائية، والسلام.