فلسطين أون لاين

تقييم إسرائيلي لوضعية المقاومة بين غزة والضفة

بصورة لافتة، عمدت الأوساط الإسرائيلية إلى إجراء مقارنة ميدانية عملياتية مدعمة بالأرقام والإحصائيات، لوضعية المقاومة المسلحة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أخذًا بعين الاعتبار ظروفهما الموضوعية والذاتية، مع التأكيد أن الضفة باعها طويل، وسجلها مزدحم بعمليات المقاومة التي أوجعت الاحتلال سنوات طويلة.

يقر الإسرائيليون بكثير من المرارة أن الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية يشير لغياب الردع وزيادة التهديدات من غزة، مقابل المبادرة والإحباطات المركزة في الضفة، وهذه النتائج تلزم الإسرائيليين بإجراء كشف حساب مع خطة الانسحاب من غزة، منعاً لتكرار ما يصفونه بـ"كوارث" أخرى في الضفة، بما يهدد سكان تل أبيب.

اليوم بعد 14 عاما من الانسحاب من غزة في 2005، بلغ مجموع القذائف الصاروخية التي أطلقت منها باتجاه إسرائيل 13 ألفا، شكلت خرقا للردع الذي تراكم في السنوات الماضية، بفعل التهديدات المحيطة بمئات آلاف المستوطنين الإسرائيليين المقيمين فيما يسمى غلاف غزة.

لم يتوقف الأمر عند الغلاف في استهداف القذائف الصاروخية، فمدينة عسقلان دخلت مدى النيران، ولحقت بها مدينتا بئر السبع وأسدود، وصولًا إلى مدن: يبنا، كريات غات، رحوبوت، كريات ملاخي، منطقة هشارون، مطار بن غوريون، أنحاء القدس وتل أبيب، وصولًا إلى حيفا.

في المقابل، فإن الوضع في الضفة يشير إلى أنه منذ 52 عامًا لدى احتلالها عام 1967 أطلق منها 13 قذيفة فقط، أي أن نسبة ما أطلق من غزة يقرب من ألف ضعف خلال السنوات الـ14 الماضية، وهذا لا يعني أن الفلسطينيين في الضفة لم يحاولوا، بل يعتبرون ذلك من أهم أهدافهم لكن الوضع هناك لا يسمح له بالتنفس!

الفرق الجوهري للوضع الأمني والعسكري بين الضفة وعزة، أن جيش الاحتلال مسيطر هناك، والضفة مستباحة أمامه بحرية العمل والحركة والعمليات البرية والتنفيذية والاستخبارية، ليس هناك من مكان لا يدخله الجيش فيها، سواء بمساعدة السلطة الفلسطينية أو من دونها، والمستوطنات تساعد بعمليات الجيش الذي يبذل جهودًا مضنية لمنع تنفيذ العمليات المسلحة.

في حين أن الواقع المعاكس القائم في غزة، يحظى فيه المسلحون بحصانة كبيرة، غزة اليوم لا يمكن أن تنفذ فيها إسرائيل سياسة اغتيالات أو اعتقالات أو إحباطات، كما تفعل بصورة دائمة في جميع مدن الضفة.

الخلاصة أن تواجد الجيش الإسرائيلي في الضفة، أدى لإحباط مئات العمليات المسلحة من إطلاق نار وخطف جنود والعبوات الناسفة، وهو ما يشير إلى وجود دافعية كبيرة لدى المقاومة هناك، في حين أن غزة التي انسحب منها الاحتلال تعيش المقاومة فيها حالة من الأريحية الكاملة في الإعداد والتخطيط والتنفيذ.. هذا هو الفرق بينهما!