فلسطين أون لاين

تقدير موقف

رد حزب الله "المتواضع" يشجع إسرائيل في عدوانها

عشنا في الساعات الأخيرة على وقع تنفيذ حزب الله لتهديده الأخير على لسان أمينه العام بالرد على العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان والضاحية الجنوبية، وقتل عدد من مسؤولي الحزب العسكريين.

ورغم وجود تقدير موقف مسبق على أن رد الحزب لن يكون واسعًا يوصل الأمور إلى مواجهة عسكرية مفتوحة مع إسرائيل، لكن القراءة الإسرائيلية كانت أن يشمل رد الحزب ضرب أهداف إسرائيلية نوعية، بشرية كانت أو معدات أو مواقع، بما يحقق الردع المطلوب، ويمنع إسرائيل مجددًا من استباحة الأراضي اللبنانية، في حين جاء رد الحزب أقل من المتوقع.

لقد شكلت التطورات العسكرية المتلاحقة في الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، فرصة لإعداد سيناريوهات وفرضيات إسرائيلية متوقعة حول طبيعة الرد المتوقع من حزب الله ضد إسرائيل: بين إرسال طائرة مسيرة من لبنان تستهدف شمال إسرائيل، أو عملية كوماندوز سريعة ومحدودة في الجليل الأعلى، وقد يكون الرد من البحر من حيث لا ينتظر الإسرائيليون، لكن الأهم هو استبعاد لإطلاق الصواريخ لأنها الكلمة المفتاحية للحرب التي لا يريدها أحد!

وضعت إسرائيل في فرضياتها العسكرية أن ينفذ حزب الله عملية انتقامية ضدها، في حين تلتزم الأخيرة الصمت، وهذا هو السيناريو الأكثر ترجيحًا، فالحزب ملزم بالانتقام منها بسبب ضرباتها الأخيرة في لبنان.

حرص الحزب على التمسك بالردع الذي حققه أمام إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية 2006، يفيد بأنه قد يكتفي باستهداف موقع قريب من الحدود الشمالية، وفي حال لم يكن الثمن الذي تدفعه إسرائيل باهظًا، فإنها ستمرر الحادث.. فهل هذا ما حدث فعلا؟!

في المقابل فإن تقدير كل الأطراف لا يرجح فرضية شن حرب واسعة تشمل إطلاق صواريخ باتجاه كل الأراضي شمال فلسطين المحتلة، لكن الأمر الجيد في هذا السيناريو أن أيًّا من الأطراف المذكورة ليست معنية بشكل جدي بالصراع العسكري الواسع، في حين أن الجانب السيئ أن الحروب بالعادة تنطلق دون أن تكون مقصودة من البداية، كما حصل في حرب لبنان الثانية 2006 والعدوان على غزة 2014.

أما فيما يتعلق بالسيناريو الثالث المتمثل في فرضية انضمام غزة إلى حرب في الشمال بين إسرائيل وحزب الله، فهو سيناريو يبدو منخفضًا، على الأقل حتى الآن، رغم أنه سيضع صعوبات أمام القبة الحديدية في التصدي لصواريخ من جبهتين في آن واحد.

أخيرًا.. فإن السياسة الإسرائيلية القائمة على منع إقامة أي مشروع صاروخي في المنطقة يهددها، ولو كان الثمن إمكانية الانزلاق إلى حرب واسعة، وفي ضوء رد حزب الله في الساعات الأخيرة قد يشجع إسرائيل على استئناف ضرباتها داخل الأراضي اللبنانية في ظل مساعي الحزب وإيران لإقامة مصانع لإنتاج الصواريخ.