ماذا تفعل الخارجية الفلسطينية؟! هل تركت دول أميركا اللاتينية والكاريبي لإسرائيل؟! هل فشلت الدبلوماسية الفلسطينية في المحافظة على الإرث التقليدي القائم على تأييد دول هذه المنطقة للحقوق الفلسطينية؟! كانت أميركا اللاتينية هي الأقرب لفلسطين، واليوم هي تنحاز (لإسرائيل) دولة في إثر دولة. غواتيمالا نقلت سفارتها إلى القدس بعيد نقل واشنطن لسفارتها للقدس، وهندوراس تسير على الطريق وتقيم لها قنصلية في القدس تمهيدا لنقل سفارتها. والبرازيل اليوم هي أكثر تأييدا (لإسرائيل)، ولا داع للتفصيل في أحوال الدول الأخرى مثل الأرجنتين.
أين هي الخارجية الفلسطينية؟! أين نتائج عملها؟! لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن سفارات فلسطين وممثلياتها أكثر عددًا مما لدى دولة الاحتلال؟! هل لدينا سفارات حقيقية، أم دكاكين تجارية شخصية كما قال بعضهم؟!
حين طالبت دولة فلسطين بالحماية الدولية هذا العام امتنعت معظم دول أميركا اللاتينية عن التصويت، أو صوتت ضد القرار في الجمعية العامة الخاص بالحماية الدولية؟! هذا يعني أن الخارجية الإسرائيلية نجحت في كسب دول أميركا اللاتينية، وأخرجت فلسطين من هناك. فمن المسئول؟!
منظمة التحرير عند الفشل تستغيث بمن هم أفشل، حيث تبني استراتيجيتها هناك على التأييد العربي، فيزعم أحد قادة المنظمة أن ميزان التجارة بين الدول العربية والبرازيل بلغ في نهاية العام 2018م (20.5) مليار دولار، منها (10) مليارات دولار فائض لصالح البرازيل. وعليه فيجب توظيف لغة المصالح مع البرازيل؟! مع العلم أن ميزان التجارة بين البرازيل وإسرائيل لا يتجاوز (1.2) مليار دولار؟!
حسنا. هذه استراتيجية ممكنة إذا ما كانت الدول العربية تعمل لصالح فلسطين؟! والسياسة الخارجية لجلّ الدول العربية لا تأخذ بالحسبان المصالح الفلسطينية، ومصالح فلسطين هي في ذيل قائمة السياسة الخارجية لمعظم الدول العربية وبالذات الخليجية منها. ثم إن علاقة المنظمة والسلطة بالدول العربية مضطربة. إذا كيف ستستثمر الخارجية الفلسطينية لغة المصالح وهي لا تملك منها شيئًا مع البرازيل أو غيرها من دول أميركا اللاتينية. الخارجية الفلسطينية تبيع كلامًا لوسائل الإعلام، ولا تكاد تحافظ على مكاسب قديمة كانت في زمن عرفات؟! ابحثوا عن حلول أخرى تجدوها إن كنتم تعقلون.