فلسطين أون لاين

تقدير موقف

دولة الجدران الإسرائيلية في مواجهة المقاومة

رغم امتلاكها قوة عسكرية فتاكة، دأبت (إسرائيل) منذ سنوات عدة على بناء المزيد من الجدران الأمنية والسياجات العسكرية التي باتت تحيط بها من كل جانب، إذ شيّدت دولة الاحتلال منذ 2010 جدرانا حدودية لضمان أمنها، وحماية حدودها من مختلف الجبهات.

آخر الجدران، ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، عن البدء بإقامة جدار أمني جديد يشكل حلقة دفاعية ثانية على حدود غزة، كلفته ملايين الدولارات، وسيقام في العمق الإسرائيلي وقرب المستوطنات، لحمايتها، وتحصينها من الصواريخ المضادة للدروع، ومنع عمليات التسلل، ومن المتوقع أن ينتهي العمل فيه مطلع 2020 على طول حدود قطاع غزة بطول 360 كلم.

شرعت إسرائيل في مايو بإقامة جدار خرساني على السياج الأمني شمال غزة، بعد تنفيذ حماس في نوفمبر عملية نوعية باستخدام صاروخ "كورنيت" استهدف دورية إسرائيلية، مما يؤكد أن تزايد إقامة إسرائيل للجدران الأمنية حول غزة، يأتي للرد على ما تمتلكه الحركة من قدرات عسكرية مثل: صواريخ جوية، قذائف مضادة، عمليات تسلل أفراد، تهديد الأنفاق.

هذا الجدار الخرساني مدمج بتقنيات ذكية، وتبلغ كلفته مائة مليون شيكل، وسيتم بناؤه على طول مسارات السكة الحديدية، بهدف حماية القطار الذي يسير في المنطقة المكشوفة من جهة غزة من استهداف المقاومة في أي مواجهة مقبلة.

بجانب الجدران البرية، أنشأت إسرائيل عائقا بحريّا شمال شواطئ غزة مكونا من ثلاث طبقات، وهو كاسر للأمواج، وغير قابل للاختراق، بعد أن عبّر إسرائيليّون عن مخاوفهم من تفعيل حماس لقواتها البحرية، بطريقة أكثر نجاحا وكفاءة.

يتبع جيش الاحتلال نظام التجسس على المقاومة بتعزيز استراتيجية سد الثغور الحدودية، وبناء الجدران العازلة، والتسليح العسكري على الحدود بمعدات ثقيلة، بعد أن أربكه عامل المفاجأة، وجعله يخطط لإنشاء حواجز ومراقبة ودعم أنظمة الأمن العسكري والتجسس قرب الحدود.

رغم أن الجدران أسهمت بالتقليل من عمليات المقاومة؛ لكنها لم تحقق أهدافها بضمان أمن الاحتلال؛ بعد أن تمكنت المقاومة من تطوير أساليبها، وتنويعها بحسب مقتضيات الظروف الزمانية والمكانية.

تباينت المواقف الإسرائيلية تجاه الجدران الحدودية، بين مؤيد ومعارض، لكن الجنرال إيفي إيتام الزعيم السابق لحزب "المفدال" المتطرف، قال إن "من يريد إثبات انتصار الحركة الوطنية الفلسطينية على إسرائيل عليه أن ينظر للجدران التي يعكف الجيش على إقامتها حولنا، أي إنجاز يريده الفلسطينيون أكثر مما حققوه بإجبارنا على الانغلاق خلف الجدران الإسمنتية والأسلاك الشائكة".

فيما وصف بنحاس فالنتشتاين أحد قادة المستوطنين بالضفة الغربية هذه الجدران بمعسكر "أوشفيتس"، أحد مراكز الاعتقال النازية التي أقاموها لليهود في بولندا، لكن الفرق أن "أوشفيتس" بناه أعداؤنا، أما هذه الجدران "فنحن نقيمها لأنفسنا".