ماذا يعني أن تزيل حكومة ترامب الأميركية اسم ( أراضي السلطة الفلسطينية) من الخريطة؟ وأن تزيل كلمة ( المحتلة ) عن القدس؟ وأن توعز لسفرائها في العالم بالالتزام بذلك؟؟. الجبهة الديمقراطية أجابت فقالت: هذا يعني موافقة الإدارة الأميركية القائمة على ضم الضفة الغربية المحتلة لـ(إسرائيل)!.
الإجابة التي قدمتها الديمقراطية تتوافق مع التحليلات السياسية التي تلت اعتراف ترامب بضم القدس لـ(إسرائيل). ما من شك أن وقف أميركا التسهيلات المقدمة لمنظمة التحرير على الأراضي الأميركية، واعتراف ترامب بالقدس عاصمة موحدة (لإسرائيل)، يؤيدان كل التحليلات التي تتحدث عن مصير أسود للضفة الغربية ربما ينتهي بضمها بالكامل، أو ضم نصفها، مع عدم منح السكان حقوقا سياسية مساوية للسكان اليهود.
هذا الضم المتوقع يعني تنفيذا مباشرا لخطة نتنياهو للحل النهائي، وهو الحلّ الذي عبّر عنه صائب عريقات (بدولة واحدة بنظامين). دولة يهودية يتمتع سكانها اليهود بجميع الحقوق المدنية والسياسية، وحكم ذاتي فلسطيني تحت سيطرة الدولة لا يتمتع سكانه بالحقوق المدنية والسياسية التي يتمتع بها السكان اليهود.
دولة (ابرتهايد) عنصرية أسوأ من تلك التي عرفتها جنوب إفريقيا. حكم ذاتي للسكان يتحكم فيه رئيس وزراء (إسرائيل)، واقتصاد تتحكم به (تل أبيب)، وحقوق مدنية منقوصة دون حقوق سياسية، ودون سيادة واستقلال.
إزالة اسم ( أراضي السلطة الفلسطينية) عن الخريطة، وشطبه من الاستخدام في الأوراق الدبلوماسية، يعنيان أن هذه الأراضي باتت في عرفهم أرضا إسرائيلية، وليست أرضا فلسطينية!، وفي هذا تنكر كامل لتاريخ الرعاية الأميركية، وتنكر كامل للحقوق الفلسطينية، وشطب كامل لما سمّته اتفاقية أوسلو قضايا الحلّ النهائي.
ماذا تقول السلطة في رام الله؟! وماذا ستفعل؟! كيف ستواجه منظمة التحرير هذا الإجراء الأمريكي الذي يمهد لضم الضفة الغربية كلها أو أغلبها؟! هل ستقف السلطة والمنظمة خلف الشعب في مواجهة هذه الإجراءات؟ أم ستسلك طريق الشجب، والانضمام إلى المنظمات الدولية، في أكبر خديعة سياسية لإضاعة الوقت، وخداع الشعب؟!