مع استمرار جولة العمليات الفدائية في الأيام الأخيرة، بين إطلاق النار وطعن السكين ودهس السيارات، باتت الضفة الغربية تعيش على صفيح ساخن، مما يستنفر الجيش والمخابرات الإسرائيليين.
تشهد الضفة الغربية هذه الأيام حربا ضروسا تشنها قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية لإحباط العمليات المسلحة فيها، المنظمة منها والفردية، لأنه رغم الهدوء النسبي الذي تشهده في الآونة الأخيرة فإن بعض الهجمات تكسر هذا الهدوء، وتستنفر قادة الكتائب والوحدات والألوية المختلفة في الجيش للعمل على مدار الساعة، لاعتقال المطلوبين، ومصادرة الوسائل القتالية، وإحباط المزيد من الهجمات المستقبلية.
حالة الاستنفار التي يبديها الجيش الإسرائيلي في الضفة لها مبرراتها، على الأقل وفق جنرالاته، لأن لديهم خشية دائمة من تنفيذ المزيد من العمليات الدامية في المستقبل التي قد تشهدها الضفة، على غرار اختطاف وقتل الجندي الاسرائيلي في مفترق غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية، وهو ما أكدته هجمات الأيام والساعات الأخيرة.
في كل ليلة، تبقى فرق الجيش الإسرائيلي التابعة لمختلف الألوية من المظليين وغولاني وجفعاتي في حالة جاهزية دائمة على مدار الساعة لتنفيذ حلقة جديدة من اعتقال الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة الغربية، التي يشتبه فيها الاحتلال بأنها تضم عددا من المنفذين المحتملين لعمليات جديدة من المقاومة.
اللافت والغريب والمدهش فعلا أن جيش الاحتلال يلاحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويعتقلهم من منازلهم عبر الدخول على الأقدام، وليس بالدوريات العسكرية، مما يشير إلى حالة الأريحية الأمنية التي يشعر بها المحتلون، وغياب أي رد فعل محتمل لاستهدافهم، بسبب تجريد الضفة الغربية من سلاح المقاومة، وعمل السلطة الفلسطينية جنبا إلى جنب لنزع أي بوادر أو مؤشرات لعمل مقاوم، يستهدف الاحتلال، والاحتلال فقط!
ومع ذلك، فإن الجنود الإسرائيليين يأخذون مزيدا من إجراءات الحذر واليقظة خشية استهدافهم بنيران قناصة، أو تنفيذ عمليات دعس بالسيارات، ولذلك يحرصون على المشي بسرعة وحذر في الوقت ذاته.
يبدو صعبا اختتام الحديث عن الجهود الإسرائيلية لملاحقة المقاومة في الضفة دون الإشارة لمستوى التعاون المكثف بين الجيش والشاباك والأمن الفلسطيني لاحتواء أي محاولات لإقامة بنى تحتية مسلحة في الضفة الغربية.
كما دأب الجيش الإسرائيلي مؤخرا على إعادة تموضع قواته داخل الضفة الغربية، دون توسيع رقعتها دون داعٍ، بحيث إن السياسة الجديدة التي ينتهجها تقضي بزيادة اعتماده على المواقع والأبراج العسكرية العالية، والطائرات المسيرة التي تحوزها القوات على مدار الساعة للتصوير وتوثيق الأحداث دون حاجة للزج بالقوات في كل صغيرة وكبيرة، كي لا يزيد من معدلات الاحتكاك بالفلسطينيين، وإمكانية التوتر معهم.