فلسطين أون لاين

​الضفة الغربية تواصل استنزاف الجيش الإسرائيلي

رغم مرور يومين كاملين على تنفيذ عملية اختطاف وقتل الجندي الإسرائيلي قرب مستوطنة غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية، فما زالت ردود الفعل الإسرائيلية مستمرة، بين مطالب بالانتقام بإطلاق وعود جوفاء مكررة، لا جدوى لها، وبين محذر من تكرار مثل هذه العمليات في المرحلة القادمة، رغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي لا تتوقف.

تقدم عملية الضفة الغربية تقديرا إسرائيليا مفاده أن المقاومة الفلسطينية تحاول العودة للهجمات الفدائية من جديد، رغم أن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية يحول دون ذلك بين حين وآخر، لأن السنوات الأخيرة شكلت للمنظومة الإسرائيلية تحديا جديا تمثل بظاهرة العمليات الفردية والمنظمة على حد سواء، رغم الصعوبات التي تواجهها حركات المقاومة لتجنيد النشطاء بالضفة الغربية.

وبالتالي فإن مواصلة المقاومة التخطيط لتنفيذ مثل هذه العمليات والهجمات بهدف المساس بأمن المستوطنين والجيش، يعني أن بعضها سيخرج إلى حيز التنفيذ بنجاح لافت، وقد يؤدي لاندلاع مواجهة واسعة بالضفة والقدس.

ورغم أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لديها دراية شبه كافية في التعامل مع العمليات الفردية مثل الطعن والدهس وإطلاق النار، لكن تبقى الخطورة الكامنة في التعامل مع الخلايا المنظمة، وعملياتها، ومنها عملية غوش عتصيون.

ورغم أن الجيش والمخابرات الإسرائيليين يقومان بمحاربة المقاومة بالضفة الغربية، وفق سياسة "جز العشب"، عبر الاعتقالات اليومية للنشطاء، فإنها تضمن هدوءا نسبيا بالضفة، وتمنع عودة المقاومة لتنفيذ العمليات التفجيرية الكبيرة، لكنها لا تنهي بصورة مبرمة ظاهرة الهجمات المتفرقة هنا وهناك.

بلغة الأرقام، فقد نفذ الفلسطينيون 12 عملية خلال عام 2019، فردية وليست منظمة، وتم اعتقال 130 جندتهم حماس، وسط تراجع للعمل الفردي الذي أدى لاعتقال أو قتل 32 فلسطينيا حاولوا في 2018 تنفيذ هجمات فردية، و54 فلسطينيا في 2017، و108 في 2016، و138 في ذروة انتفاضة السكاكين 2015.

وعلى صعيد العمل المنظم، فقد تم خلال 2019، اعتقال 130 فلسطينياً، و90 في العام الذي سبقه، مقارنةً بـ69 عام 2017، و124 عام 2016، و67 عام 2015.

هذه الأرقام لا تترك شكوكا كبيرة في أن الضفة باتت تشكل بيئة مستنزفة للمنظومتين الأمنية والعسكرية في إسرائيل، في ظل وجود محاولات من المنظمات الفلسطينية لتجنيد خلايا بهدف تنفيذ هجمات أكثر تخطيطاً وأفضل تنفيذاً.

أخيراً، فإن إحباط أجهزة الأمن الإسرائيلية لقرابة 300 عملية كبيرة في الضفة والقدس، خططت لها خلايا مرتبطة معظمها بحركة حماس، أعدت لتنفيذ هجمات إطلاق نار، دهس، ووضع عبوات ناسفة، لكن جميعها كان يحدوها هدف واحد: خطف جندي، على قيد الحياة أو الموت، اعتقادا أن هذا الأمر سيقود لتحرير أسرى فلسطينيين عبر إبرام صفقة تبادل جديدة!