فلسطين أون لاين

تدرس علم النفس.. والرسم نوع من التفريغ النفسي

​لين الحاج.. ترسم الطبيعة على أوراق الأشجار

...
تحرص الشابة العشرينية على جمع أوراق العنب والتين والتوت
غزة/ هدى الدلو:

كعادتها كل صباح، تتفقد أوراق الأشجار المتساقطة في فناء منزلها، وتبحث عن تلك التي مازالت تحتفظ بمواصفات تمكنها من خط خطوط بألوان زاهية عليها لتكون رسمة جميلة، بأنامل لين الحاج التي باتت تعرف برسامة الطبيعة.

وتحرص الشابة العشرينية على جمع أوراق العنب والتين والتوت، عوضًا عن الأوراق واللوحات، نوعًا من التجديد والتغيير، ولتتفرد بشيء جديد مختلف عن باقي الفنانين، فترسم الطبيعة على أوراق الطبيعة.

وتقطن الحاج مخيم النصيرات -المحافظة الوسطى- الواقع وسط قطاع غزة، وما زالت تنهل من الجامعة تخصص علم النفس.

تذكر أن أولى خطواتها التي خطتها نحو ممارسة الرسم كانت قبل التحاقها برياض الأطفال، فكانت الورقة والقلم لا يفارقان يدها، وأجمل الهدايا لها الألوان، فكل شيء كانت تراه أمامها تنقله على الورقة، كالمناظر أو الأشخاص، وتقول: "لم أكن متقنة الرسم بعد، وقد تكون الرسمة غير واضحة المعالم، لكن ذلك كان من هوايتي وميولي، خاصة أن أصول الموهبة تعود لجينات وراثية لها علاقة بوالدي".

وتضيف: "ومع بداية التحاقي بالمدرسة بدأت ألحظ التطور السريع في موهبتي، وكان ذلك باجتهاد شخصي دون مساعدة أحد سوى ملاحظات والدي الذي لم يتركني وحيدة في هذا الطريق".

ولتميزها في أداء الواجبات البيتية المتعلقة بمادة التربية الفنية، كانت دائمًا محل إعجاب مدرسات المادة في مختلف مراحلها الدراسية، لكونها تختار أفكارًا مميزة لتنفيذ الفكرة، وكن دائمات التحفيز لها في حال إنجازها رسمة مميزة عن باقي الطالبات، وكانت هي قريبة من معلماتها، ومحط أنظار زميلاتها.

وتشير الحاج إلى أنها مع تميزها في الرسم وإبداعها فيه لم يكن لديها ميول للمشاركة في المسابقات المدرسية، لكونها تمارس الرسم هواية، وتحب الاحتفاظ بالرسومات لنفسها.

وترى أنه لم يكن هناك داع للالتحاق بدورات تدريبية للتطوير من ذاتها، فكانت تكتفي بمشاهدة الفيديوهات التعليمية على موقع (يوتيوب)، ومتابعة صفحات المشاهير في فن الرسم، أيضًا نظرة والدها الفنية كانت تساعدها كثيرًا، فكان على اطلاع دائم بما ترسم ويمدها بملاحظاته.

ولكونه لا يتعدى مجرد هواية، فلم تختر في دراستها الجامعية تخصصًا يتعلق بالرسم، لتجمع بين الهواية والشهادة، تتابع الحاج حديثها: "كانت لدي مخاوف أيضًا -إن درست الفن- أن يصبح عبئًا علي لربطه بالامتحانات والدراسة".

وتبين أن الرسم نوع من التفريغ النفسي، ويفيدها في مجال تخصصها، ويعلمها الصبر، ومستقبلًا في عملها اختصاصية نفسية ستشارك الأطفال في الرسم لتتمكن به من اكتشاف مشاكلهم.

لجأت أخيرًا الحاج إلى الرسم على أوراق شجر العنب والتين والتوت وغيرها من أوراق الأشجار التي تحمل صفة المتانة والقوة وذات شكل مرتب، وذلك بعد أن أصبح الرسم على اللوحات فنًّا تقليديًّا، لافتًا إلى أنها فكرة مميزة ونوع من التجديد.

وتختار رسم الطبيعة على تلك الأوراق، فتختار مشاهد من حولها، كزرقة السماء، والبحر، والطيور والأشجار وغيرها.

والمعروف لدى الجميع أن مواد الرسم مكلفة بعض الشيء، وهي من العقبات التي تواجهها لعدم تمكنها من توفيرها دائمًا، وكانت بعد بذل جهد وتعب في الرسم على ورق الشجر، تواجه مشكلة بعد مدة قصيرة، أنها تضعف، فلجأت إلى الاحتفاظ بها بداخل إطار لحفظها أطول مدة ممكنة.

أحلام الحاج ليست كبيرة، فتحلم بإقامة معرض خاص بها، لتتمكن من إيصال فكرتها إلى كل مكان، وتنشئ مشروعًا خاصًّا بها يعود عليها بعائد مادي تستطيع به توفير مواد الرسم التي تحتاج لها.