فلسطين أون لاين

تقدير موقف

ترامب وفريقه يربطون مصير صفقتهم بنتنياهو فقط، دون سواه!

رغم الترحيب الإسرائيلي غير المسبوق بالإدارة الأمريكية الحالية، كونها تقف على يمين اليمين الإسرائيلي، واتخاذها خطوات وإجراءات لم تحلم بها (إسرائيل) في أكثر أحلامها وردية، فإن التحفظات الإسرائيلية آخذة في التنامي من السلوك السياسي لإدارة ترامب.

آخر الانتقادات الإسرائيلية وجهت إلى جيراد كوشنير، صهر ترامب، وجيسون غرينبلاث مبعوثه الشخصي للمنطقة، لا سيما خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، وقد تركزت جملة هذه الانتقادات في جملة من النقاط، لعل أهمها أنه يزورها وهي تعيش في ذروة أزمة سياسية طاحنة عشية الدعوة للانتخابات.

إن قرار كوشنير ورفيقه غرينبلاث بالقفز إلى إسرائيل، والاجتماع بنتنياهو، وهو يعيش أزمة سياسية داخلية طاحنة، وقد تكون غير مسبوقة، يضع علامات استفهام عديدة حول مدى الفطنة السياسية التي يتمتعان بها، لأنهما كانا يجب أن يعلما أن الرجل مشغول بترميم أوضاعه الداخلية، واهتمامه بصفقة القرن قد يكون أقل من أي وقت مضى.

انتقاد إسرائيلي آخر لإدارة ترامب يتمثل في أنه لم يخطر على بال كوشنير أن يلتقي بسياسيين إسرائيليين آخرين، باستثناء نتنياهو، مع العلم أنه كان بإمكانه لو التقى ساسة إسرائيليين آخرين أن يسعى لتجنيدهم لدعم صفقة القرن، لكنه لم يفعل ذلك.

ما تشهده الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية تحضيرا للانتخابات القادمة ونتائجها المصيرية، بات يهدد فعليا المستقبل السياسي لنتنياهو، وهو ما لا يبدو أنه يحظى باهتمام كوشنير الذي دأب على القيام بزيارات دورية للمنطقة، يلتقي زعماءها، ويلتقط معهم صورا تذكارية، ثم يغادر لأمريكا، ويقدم إيجازا صحفيا بما حققته جولته هذه في إسرائيل.

لقد تجاوز الأمر عدم فهم كوشنير للخارطة السياسية والحزبية في إسرائيل إلى أبعد من ذلك، فقد كشف في زيارته الأخيرة إليها أنه لا يفهم، أو لا يريد، أو لا يحتمل أن يفهم موازين قواها الداخلية، وصراعاتها، والتأثيرات المتوقعة على الجبهة السياسية والحزبية الداخلية في إسرائيل.

هنا يطرح الإسرائيليون سؤالا: كيف لم يخطر على بال كوشنير أن يلتقي مع بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض، ولماذا لم يفكر بأن يطرح معه تفاصيل صفقة القرن، ويحاول أن يحظى بدعمه وتأييده لها، رغم أن نتنياهو سيغضب جدا إن رأى صورة تذكارية تجمعهما معاً.

طبيعة الأشياء وإدارة السياسة تقول إن كوشنير كان يجب أن يلتقي بزعماء إسرائيليين آخرين، بجانب نتنياهو، لمحاولة جلبهم للموقف الأمريكي، وتليين معارضتهم لتوجهاتها، لكن عدم حصول ذلك يعني أن الرجل ورئيسه، وربما الإدارة كلها، منفصلة عن الواقع الإسرائيلي، ويبدو غريبا أنها لم تلتقط بعض الإشارات الإسرائيلية الداخلية التي قد تترك تأثيراتها على مستقبل صفقتها المتوهمة، لا سيما موازين القوى المستقبلية التي ستكشف عنها نتائج الانتخابات القادمة.