فلسطين أون لاين

الإسرائيليون يستهدفون التواجد الإيراني في العراق

ما زال الإسرائيليون منشغلين بزيادة التقارير التي تتحدث عن هجمات إسرائيلية في قلب العراق، وتستهدف قواعد عسكرية إيرانية، وأثرها على زيادة التوتر في المنطقة، ما يعني أن العراق عاد مجددا ليكون على واجهة الاستهداف الإسرائيلي، بدليل القصف الأخير في إحدى القواعد العسكرية الإيرانية في العراق، الأمر الذي يؤكد أن (إسرائيل) وسعت دائرة العمل العسكري، ووجهت ضربات إلى بلاد الرافدين.

الحديث يدور عن مهاجمة طائرات إف35" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، لأهداف عسكرية إيرانية بالعراق، تشمل منصات إطلاق صواريخ إيرانية داخل إحدى القواعد العسكرية التابعة لإيران، بزعم أنها تستغلها لإدخال الأسلحة عبر العراق إلى سوريا ولبنان، لمحاربة (إسرائيل).

هناك تقدير موقف في (إسرائيل) يعتقد أن ايران قد تستغل الأراضي العراقية لاستهدافها بإطلاق صواريخ باتجاهها، فضلا عن استغلال الممر البري لنقل أسلحة منها إلى سوريا ولبنان، ولذلك فإن الهجومين الأخيرين المنسوبين إلى إسرائيل خلال الشهر الماضي في العراق يشيران إلى أنها تواصل حربها الجارية على قدم وساق ضد التواجد العسكري الإيراني في سوريا، ونقل الصواريخ لحزب الله.

مع العلم أنه حتى نهاية السنة الأخيرة، ركزت إسرائيل هجماتها الجوية باتجاه مطار دمشق الجوي، وتسببت عدد من هذه الهجمات بإجبار الإيرانيين على مغادرة مواقعهم التي تمركزوا فيها فترة من الزمن، لكنهم في الوقت ذاته أنشؤوا ممرا بريا لنقل الوسائل القتالية والأسلحة من إيران مرورا بالعراق إلى المعبر الحدودي في البوكمال على الحدود الشرقية لسوريا.

هذا يعني أن إسرائيل قررت كما يبدو ألا تنتظر وصول هذه الأسلحة إلى سوريا ولبنان، وإنما اعتراضها وهي في بداية مسيرتها من العراق، ما يعني أنه بات يوضع على بؤرة الاستهداف الإسرائيلي، لأنه غدا يشكل تهديدا مزدوجا: فهو قد يكون منطقة يستغلها الإيرانيون لإطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل، بجانب كونه ممرا بريا لنقل الأسلحة من خلالها إلى سوريا.

لقد شمل الهجوم الإسرائيلي الأخير تدمير قاعدة عسكرية إيرانية في شمال العراق، للمس بمستشارين عسكريين إيرانيين ومخازن للصواريخ الباليستية التي تم نقلها مؤخرا من إيران إلى العراق، ما يعني أن إسرائيل قررت إطالة مسافة القتال الذي تخوضه ضد التواجد الإيراني في المنطقة بأسرها.

الخلاصة في هذا التطور العسكري الإسرائيلي تجاه العراق أن التوتر الإسرائيلي الإيراني وصل مراحل صفرية، ويعطي مؤشرات عن طبيعة التعامل مع إيران، لأن الهجمات المنسوبة لإسرائيل تتزامن مع التوتر الغربي الإيراني بشأن حماية ممرات النفط في الخليج العربي، والقلق الإيراني حول المصير المجهول للاتفاق النووي، وزيادة العقوبات الأمريكية عليها، فيما تأتي إسرائيل لتقوم بدورها المناط بها عبر هذه الهجمات الجوية!