فلسطين أون لاين

اللقاءات التجارية الفلسطينية الإسرائيلية.. تعميم السلام الاقتصادي!

فيما تشهد العلاقات الفلسطينيّة-الإسرائيليّة حالة من القطيعة السياسيّة، تكشف الأوساط الإسرائيلية بين حين وآخر عن لقاءات فلسطينية إسرائيلية ذات طابع اقتصادي وتجاري.

تتفاوت المستويات الإسرائيلية في اللقاء بالفلسطينيين، بدءا بقائد الجيش الذي التقى مؤخرا مع بشار المصري رجل الأعمال الفلسطيني المشهور، وصولا الى ضباط الإدارة المدنية ومسئولي التواصل مع الفلسطينيين، وانتهاء بتجار ورجال أعمال إسرائيليين.

تشكل هذه اللقاءات خطوة كبيرة في مشروع السلام الاقتصاديّ الذي تسعى إليه إسرائيل، لأنها ستشجّع على لقاءات جديدة مشتركة بين رجال الأعمال الفلسطينيين والإسرائيليين الآخرين، ممّا يزيد نفوذ رجال الأعمال في صناعة القرار السياسيّ الفلسطينيّ، وتفضّلهم إسرائيل للتواصل مع الفلسطينيّين بديلاً عن السياسيّين.

وتعتبر هذه اللقاءات استمرارا لعلاقات رجال الأعمال الفلسطينيّين بإسرائيل، فأيّ خدمات يريدها الفلسطينيون تتمّ عبر الإدارة المدنيّة الإسرائيليّة من دون دور للسلطة الفلسطينية، هذه اللقاءات مستمرّة ولن تنتهي، لأن القادم في الأراضي الفلسطينيّة هو العمل عبر الاقتصاد بعد فشل الحلول السياسيّة.

توصف هذه اللقاءات بأنها خطيرة جدّاً، وتأتي ضمن الترتيبات الإسرائيليّة للساحة الفلسطينيّة، وتكشف حجم التدخّل الإسرائيليّ في حياة الفلسطينيّين، ممّا يدفع للتساؤل عن دور القيادة الفلسطينيّة في كلّ ما يحصل، مع أنه يبدو غريبا صمت السلطة الفلسطينية عن هذه اللقاءات، رغم أنّ هدفها إضعافها.

رغم أن هذه اللقاءات التي تجمع برجال أعمال فلسطينيّين بجهات إسرائيليّة تركز على حلّ مشاكلهم التجارية، لكنها دفعت فلسطينيّين لمهاجمتها، باعتبارها مؤشرا للتطبيع والتعايش في اللقاءات مع الإسرائيليّين.

تأتي اللقاءات، تطبيقاً لخطّة "العصا والجزرة" التي رفعتها وزارة الحرب الإسرائيليّة بالتوجّه المباشر للفلسطينيّين، ووضع قائمة بأسماء رجال أعمال تجري إسرائيل اتصالات معهم لتجاوز السلطة، وتمثل اللقاءات نتيجة لإعلان إسرائيل عن تأسيس موقع إلكترونيّ للتعامل المباشر مع الفلسطينيّين.

وتهدف اللقاءات لتحقيق فوائد اقتصاديّة للمجتمع الرأسماليّ الفلسطينيّ الساعي للسيطرة على القرار السياسيّ الفلسطينيّ، ودعم الارتباط بالاقتصاد الإسرائيليّ، تمهيداً لانهيار السلطة، وتنفيذ توجّه إسرائيل للسلام الاقتصاديّ، فهي لن تتخلّى عن تحكّمها بالاقتصاد الفلسطينيّ لعمالته الرخيصة وتوافر الموادّ الخامّ، كما يحقق التجّار الفلسطينيّون من اللقاءات جملة فوائد، كحصولهم على بطاقات توفّر لهم دخول إسرائيل بسهولة، والسفر عبر مطار بن غوريون، والمرور على الحواجز الإسرائيليّة بالضفّة بدل الانتظار لساعات.

هذا يعني أن هذه اللقاءات التجاريّة الفلسطينيّة الإسرائيليّة تعتبر جزءاً من استراتيجيّة إسرائيليّة لإقامة شبكة علاقات مع الرأسماليّين الفلسطينيّين، وإنشاء علاقات اقتصاديّة ومصالح معهم، فيستفيدون من التسهيلات التي تقدّمها إليهم في الاستيراد والتصدير، وحريّة الحركة والدخول إليها، بعيداً عن السلطة، تمهيداً لتحقيق السلام الاقتصاديّ، وهي نموذج تسعى إليه إسرائيل لتعميمه للتواصل المباشر مع الفلسطينيّين.