فلسطين أون لاين

​في إثر الهجمة الإسرائيلية على وادي الحمص

المقدسيون تحدوا الاحتلال وقرارات الهدم بالتآخي بينهم

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة– غزة/ هدى الدلو:

عجز وقهر ووجع وترقب، ورجل يصرخ في وجه جنود جيش الاحتلال قبل هدم بيته: "أريد أن ألتقط صورة أخيرة له"، حلمه موجع وطلبه مؤلم، في وقت كان جنود الاحتلال يزرعون ديناميت في كل طابق، هكذا كان حال أهالي وادي الحمص في القدس المحتلة، وهم يستصرخون وحدهم، فرد صدى صوتهم مقدسيون تبرعوا ببيوت لإيوائهم، وضيافتهم، مبادرة فردية شملت التبرع بقرابة 12 بيتًا.

وقال الناشط المقدسي أسامة برهم: "إن المبادرة وطنية شعبية بسيطة لا تندرج تحت أي مسمى أو حزب، خرجت من نشطاء مقدسيين، وتشبه مشهد التآخي بين المهاجرين والأنصار، فأهل القدس تبرعوا لمن هدم بيته بغرفة أو أثاث أو بيت".

وأوضح أن ما دفعهم إلى إطلاق المبادرة عظم جريمة الاحتلال الإسرائيلي بهدم 100 بيت، "فهي مجزرة ديموغرافية وجغرافية قابلها الناس بالتضامن".

وتابع برهم لـ"فلسطين": "وهدم البيت عند المقدسيين هو أمر غير سهل بل موجع، وكارثة حقيقية، ما فرض عليهم أن يساهموا في التخفيف من معاناة أهالي وادي الحمص".

وأضاف برهم: "الشارع المقدسي على علم جيد بغياب المرجعيات والقيادات، لعدة أسباب، منها استخفاف القضية مع أنها تمس كثيرًا من الناس، أو العجز المالي، وفي النهاية النتيجة واحدة هي غياب القيادة في تلك المواجع، في حين أنها حاضرة في المؤتمرات وعلى شاشات التلفاز، وعلى أرض الواقع لم تترجم تضامنها مع الناس، فقرر الناس أنفسهم التضامن على طريقتهم مع عائلات وادي الحمص، ومن هنا جاءت فكرة المبادرة التبرع بالبيوت".

وأشار إلى أن الأهالي تبرعوا بـ12 بيتًا بأثاثها، وهو عدد ليس قليلًا في بداية المبادرة التي لا ترتبط بزمن أو مدة معينة، وهي مجانية دون أجرة.

وبين برهم أن هذا التبرع ليس مساعدة لتهجير السكان وإبعادهم عن منطقتهم في الضفة الغربية، بل من أجل إعانتهم في وقت يشعرون فيه بما ألم بهم من وجع وألم، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم ليس خوفًا من مطاردة الاحتلال، ولكن بصدد عمل الخير.

ولفت إلى أن من يعرف مدينة القدس يعلم أن أي شيء يقوم به المقدسي حتى النشر في موقع "فيس بوك" يمكن أن يعرضه للمساءلة عند الاحتلال، لكن هذا لا يهمهم، لأنه ليس جديدًا عليهم.

وبين أن من تبرع ببيته يعلم أن الجميع مستهدف؛ فاليوم البيوت في وادي الحمص وقد يكون غدًا بيته، وكلٌّ يعيش تحت وطأة الظلم والاستبداد، ويرى أن الهدم هو استخفاف بالجانب الفلسطيني، وجاء لتنفيذ وعد ترامب بأن القدس هي العاصمة لكيان الاحتلال، وحملة إعلامية للخروج بصورة للشارع الإسرائيلي.