فلسطين أون لاين

​وقف العمل بالاتفاقات دون تأخير

أعلن الرئيس محمود عباس وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، وتشكيل لجنة لتنفيذ القرار عملا بما صدر عن المجلس المركزي الفلسطيني. الفصائل الفلسطينية ومنها حركة حماس أشادت بالقرار، وطالبت بخطوات عاجلة للتنفيذ. (إسرائيل) قللت من أهمية القرار، والإعلام الإسرائيلي استخف به، ومنهم من قال إنهم سمعوا هذا التهديد أكثر من 70 ألف مرة.

إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلبت الأمور رأسا على عقب بما تسمى صفقة القرن. الرئيس محمود عباس أول من رحب بـ "صفقة العصر"، وقال للرئيس الأمريكي إنه ينتظرها. الرئيس ظن في البداية أن دونالد ترامب جاد في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بناء على اتفاقية أوسلو، وأنه سيضغط على الطرف الإسرائيلي، هكذا كان يعتقد الرئيس حين قال: "نحن بانتظار الصفقة"، ولكن جاءت الصدمة حين اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وكانت الصدمة أكبر حين نقلت سفاراتها إلى القدس كإجراء عملي على نوايا ترامب السيئة، إضافة إلى ما سبق تلك الخطوة وما لحقها من إجراءات مالية تعسفية من جانب الاحتلال الإسرائيلي وإدارة ترامب، ثم جاءت ورشة العار في البحرين لتقضي على كل أمل لدى السلطة الفلسطينية، ما جعلها تعيش حالة غير مسبوقة من الضياع.

حتى لو هددت السلطة مئات المرات سابقا بوقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع المحتل فهذه المرة مختلفة جدا، ولا بد أن تشعر دولة الاحتلال بالقلق بدلا من الاستخفاف والسخرية. الكل الفلسطيني رحب بالقرار، ولكن تظل هناك مخاوف من ضعف السلطة أمام الضغوط المتوقعة. ولذلك لا بد أن تباشر السلطة الفلسطينية بتطبيق قرارات الرئيس، وعدم تأجيلها أو تمييع القضية بالجداول الزمنية، وبناء على آلية تنفيذ القرار سيكون الالتفاف أو الانفضاض عن منظمة التحرير الفلسطينية.

نحن الآن بانتظار البدء بتطبيق القرار، وإلى ذلك الحين لا يجب تحويل الصراع مع العدو إلى صراع داخلي، فعلى سبيل المثال بمجرد صدور القرار طالب أحد قادة منظمة التحرير حماس بوقف تفاهمات التهدئة مع الاحتلال، وهذا استغلال سيئ لقرار جيد. إذا انتهى الانقسام وتمت الوحدة الوطنية ينتقل قرار تفاهمات التهدئة من حماس وفصائل المقاومة في غزة إلى القيادة التوافقية الجديدة.